اخبار وطنية

باشا سيدي مسعود يعرقل تنفيذ حكم قضائي :

برشيد: عمرو العرباوي/ مدير الصحيفة

اصبح السكن العشوائي وانتزاع عقارات الغير بدون وجه حق ظاهرة اجتماعية تؤرق مالكي العقار وتكلفهم ماديا اموالا طائلة نتيجة عرض قضاياهم على محاكم المملكة ، والتي تأخذ مراحل تقاضي تقصر وتطول حسب نوعية النزاع وعدد الاطراف المعنية مما يزيد من كلفة وتعب عمل المحاكم نتيجة تراكم الاف الملفات.
وبعد قطع جميع مراحل التقاضي ،ليبدأ شوط جديد الا وهو تنفيذ الحكم والذي بدوره يتطلب مواجهة متاعب وعراقيل جمة و متشعبة من لدن اطراف اخرى قد تكون معنية بالنزاع وهم المنفذ عليهم او اطراف اخرى لا علاقة لها بالنزاع لكن طبيعة عملها تقتضي حشرها، وبالتالي تصبح عائق حقيقي وتشكل صعوبة واقعية كما هو واقع الحال مع السيد باشا سيدي مسعود بالدار البيضاء يوم الاربعاء 2022/11/16 .
حيث ان الامر يتعلق بتنفيذ حكم قضائي ابتدائي رقم 534 ملف عدد: 2020/1201/569 وتاريخ 2021/02/11 والمؤيد استئنافيا تحت عدد 2021/1302/667 وتاريخ 2021/05/25 والذي يقضي بالافراغ وازالة جميع المنشآت او البنايات العشوائية المتواجدة فوق العقار تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 300 درهم يوميا ابتداءا من تاريخ الامتناع عن التنفيذ.
وحيث فتح ملف النازلة منذ نونبر 2021 ، وكانت محاولة التنفيذ شهر دجنبر 2021 والتي ووجهت بالرفض ثم تبعتها اربع محاولات التنفيذ مع تسخير القوة بواسطة شرطة دائرة كاليفورنيا وبرفقة قائد واعوان سلطة سيدي مسعود .
حيث بتاريخ 2022/06/14 تم تنفيذ الحكم القضائي في شقيه سواء الافراغ والازالة وذلك بفضل حنكة وتمرس وحزم رجال الشرطة بحضور كل من قائد سيدي مسعود واعوانه مع تحرير محضر الافراغ والازالة من طرف مأمور الاجراء بالمحكمة الابتدائية المدنية كما تم تحرير محضر من قبل شرطة دائرة كاليفورنيا في حق المنفذ عليها التي قبلت رضائيا بجميع مقتضيات الحكم القضائي .
لكن مساء يوم التنفيذ عملت المنفذ عليها رفقة زوجها بانشاء سكن عشوائي مكون من الخشب ملفوف بأغطية بلاستيكية ، وصباح يوم 2022/06/15 تفاجأ مالكي العقار في شخص موكلهم بهذا الوضع ، مما اضطره اشعار قائد سيدي مسعود وكذا عون السلطة العمل على ازالة هذا السكن العشوائي على اساس ان الحكم القضائي تم تنفيذه ، وبالتالي الامر اصبح من اختصاص السلطة الترابية ، لكن لا حياة لمن تنادي بل استمر الوضع على حاله مما جعل المنفذ عليها رفقة زوجها تستفيد من عدم قيام السلطات المختصة بواجبها وهو ازالة هذا السكن العشوائي من جديد .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التردد والتلكئ واللامبالاة من طرف السلطات المختصة في اتخاذ القرار المناسب والحد من تنامي السكن العشوائي بالرغم من وجود احكام قضائية نهائية ؟.
لكن تبعا للمقولة الشهيرة ما ضاع حق ورائه طالب ، حيث تقدم طالبي التنفيذ بواسطة دفاعهم توجيه شكاية الى السيد وكيل الملك بالمحكمة الزجرية بالدار البيضاء ضد المنفذ عليها وزوجها من اجل انتزاع حيازة عقار وفتح ملف تحت رقم 2022/016735 وتاريخ 2022/07/27 ، تحركت على اثرها شرطة كاليفورنيا بتنفيذ تعليمات النيابة العامة وانجاز محضر معاينة السكن العشوائي من جديد بعد عملية الافراغ والازالة وتواجد المنفذ عليهم من جديد به وبعده تم تحديد يوم 2022/11/16 للانتقال الى مكان وجود السكن العشوائي رفقة السيد باشا سيدي مسعود ، لكن الغريب في الامر ان شرطة كالفورنيا بقيادة رئيس الدائرة والظباط والمساعدين له وتحت اشراف رئيس المنطقة الاقليمية لامن عين الشق ظلوا ينتظرون وصول باشا سيدي مسعود للالتحاق بهم اكثر من نصف ساعة بمحطة بترومين القريبة من مكان السكن العشوائي ، ونظرا لعامل الزمن واهميته أنطلقت الشرطة الى مكان الحادث وتم فتح حوار مع المنفذ عليها حول فحوى الشكاية وخطورتها وتبعاتها حيث طلب منها مرافقة الشرطة فكان ردها بالايجاب ودون رفض او امتناع في ازالة السكن العشوائي في حين تغيب زوجها ، لكن المفارقة العجيبة ان وصول السيد الباشا متأخرا افشل كل المساعي المبذولة من طرف السيد رئيس دائرة كاليفورنيا من اجل القبول بالافراغ و ازالة السكن العشوائي ، بحجة ان السيد الباشا انه لا يمكن الازالة حتى يتوصل شخصيا بامر مكتوب من وكيل الملك وان تعمل المحكمة مصدرة الحكم القضائي بتبليغه بالحكم المذكور على مسمع ومرآى رئيس الدائرة .
سؤال الاول : هل السيد الباشا طرف في النزاع حتى يبلغ بالحكم القضائي ؟.
السؤال الثاني : هل تنفيذ الازالة بعد سبقية تنفيذ الحكم القصائي بشقيه يتطلب لجوء طالبي التنفيذ الى السيد وكيل ليصدر امرا كتابيا الى السيد الباشا من اجل ازالة السكن العشوائي في مثل هذه المناسبة؟
لكن الامر الذي يثير الدهشة والغرابة ان المشتكى بها وزوحها لم يترددوا قط في تنفيذ حكم الازالة بحيث تم تحرير محضر امام الشرطة بقبول الازالة والانتقال من مكان النزاع بصفة نهائية والاكثر من ذلك رافقا طالبي التنفيذ الى السكن العشوائي وعملا على جمع امتعتهم على متن سيارة لنقل البضائع ، كما تعاونوا مع طالبي التنفيذ على ازالة السكن العشوائي بواسطة جرافة (تراكس )وبعد نهاية اشغال الازالة ذهبوا الى حال سبيلهم .
يبقى السؤال ما مصلحة السيد باشا سيدي مسعود في محاولة. عرقلة تنفيذ إزالة السكن العشوائي بالرغم من ان المطلوبين في التنفيذ لم تكن لهم نية او ارادة الامتناع عن المقاومة او الرفض ?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى