الإعلام الهادف هو الذي يستحضر قيم المواطنة :
عمرو العرباوي / مدير النشر
الإعلام الهادف هو الذي يدرك مسؤوليته تجاه المجتمع ويعمل بجدية على تعزيز قيم المواطنة من خلال تقديم محتوى يثري الفكر، ويشجع على المشاركة الإيجابية، ويحترم عقلية المشاهد والمستمع.
لإعطاء تفسير واضح ومنطقي يمكن الإشارة إلى بعض العناصر الأساسية التي تعزز هذه الرؤية على الشكل التالي:
– تعريف الإعلام الهادف: هو الإعلام الذي يركز على تقديم محتوى يُسهم في تطوير المجتمع وتوعيته، بعيدا عن الإثارة السطحية والتشويه. يتناول القضايا المجتمعية بروح من المسؤولية والالتزام بالأخلاقيات المهنية.
– قيم المواطنة: تشمل قيم المواطنة مجموعة من المبادئ التي تجعل الفرد جزءًا فعالًا ومسؤولًا في مجتمعه. من هذه القيم: المسؤولية، المشاركة، التعاون، الاحترام، العدالة، والانتماء.
– دور الإعلام في تعزيز قيم المواطنة:
التوعية والتثقيف: يقوم الإعلام الهادف بتقديم برامج ومحتويات تثقيفية تُعزز فهم الأفراد لدورهم في المجتمع وأهمية المشاركة الفعالة.
النماذج الإيجابية: يعرض الإعلام قصص نجاح ونماذج إيجابية من الأفراد والمؤسسات التي تجسد قيم المواطنة.
النقاش والحوار: يفتح الإعلام الهادف باب النقاش والحوار حول القضايا المجتمعية المهمة، مما يعزز التفكير النقدي ويساهم في خلق مجتمع واعٍ.
المسؤولية الاجتماعية: يعكس الإعلام الهادف روح المسؤولية الاجتماعية من خلال تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية واقتراح الحلول الممكنة لها.
تعزيز الهوية الوطنية: يقدم الإعلام محتوى يعزز الهوية الوطنية ويعمق الانتماء للوطن، مما يدفع الأفراد للمساهمة في بناء وتطوير مجتمعهم.
– التحديات والممارسات غير السليمة:
الإثارة والسطحية: قد يسعى بعض وسائل الإعلام إلى جذب المشاهدين من خلال محتوى مثير وسطحي، مما يقلل من قيمة الرسالة الإعلامية ويؤدي إلى تهميش القضايا الهامة.
التشويه والمعلومات المغلوطة: يمكن أن يساهم الإعلام غير الهادف في نشر معلومات خاطئة أو مغلوطة، مما يؤثر سلبًا على وعي الجمهور وثقافته.
– التوازن والشمولية:
التغطية المتوازنة: يحرص الإعلام الهادف على تقديم تغطية متوازنة وعادلة للقضايا المختلفة، بدون تحيز أو انحياز لأي طرف. هذا يعزز من ثقة الجمهور بالإعلام ويجعله مصدرًا موثوقًا للمعلومات.
الشمولية: يتناول الإعلام الهادف كافة شرائح المجتمع بمختلف اهتماماتهم واحتياجاتهم، مما يعكس تنوع المجتمع ويعزز من تماسكه.
– بناء الجسور بين الفئات المختلفة:
التقريب بين الفئات: يعمل الإعلام الهادف على تقليل الفجوات بين الفئات المختلفة في المجتمع، سواء كانت ثقافية، اجتماعية، اقتصادية أو دينية، من خلال تقديم محتوى يبرز أوجه التشابه والتعاون بين هذه الفئات.
تعزيز الحوار: يشجع الإعلام الهادف على الحوار المفتوح والبناء بين مختلف مكونات المجتمع، مما يعزز من الفهم المتبادل ويقلل من حدة النزاعات.
– تشجيع الابتكار والإبداع:
الإبداع في الطرح: يعتمد الإعلام الهادف على أساليب مبتكرة وجديدة في تقديم المحتوى، مما يجعله أكثر جذبًا وتأثيرًا.
دعم المواهب: يساهم في اكتشاف ودعم المواهب المحلية في مختلف المجالات، مما يعزز من تطور المجتمع ويشجع على الابتكار.
– تعزيز المسؤولية البيئية:
الوعي البيئي: يقدم الإعلام الهادف برامج ومحتويات تركز على التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها.
المبادرات البيئية: يسلط الضوء على المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تحسين الوضع البيئي ويشجع على المشاركة فيها.
– المساهمة في التنمية المستدامة:
التركيز على التنمية: يسلط الإعلام الهادف الضوء على أهمية التنمية المستدامة ودور الأفراد والمؤسسات في تحقيقها.
المسؤولية الاقتصادية: يعزز من الفهم الاقتصادي لدى الجمهور ويساهم في نشر الثقافة الاقتصادية الصحيحة.
مخرجات هذا المقال ، يمكن التأكيد على أن الإعلام الهادف هو الذي يستخدم قوته وتأثيره بشكل إيجابي لبناء مجتمع قوي، متماسك، ومشارك. يعمل على تعزيز قيم المواطنة من خلال تقديم محتوى ذو جودة عالية، يلهم الأفراد ويشجعهم على تبني سلوكيات إيجابية، ويمثل صوت العقل والاعتدال في المجتمع.