الشباب و تحديث الخطاب الديني بالمغرب
عمرو العرباوي – مدير النشر
دور الشباب في تحديث الخطاب الديني يمثل جزءًا هامًا في تطوير المجتمع والتأثير في التغيير الإيجابي ، وتحديث الخطاب الديني هو عملية تهدف إلى تجديد وتحسين الأساليب والمقاربات التي يتم من خلالها تبليغ الرسالة الدينية وتطبيقها على الواقع اليومي للأفراد.
اقتراح بعض أهم الأدوار التي يمكن أن يلعبها الشباب في تحديث الخطاب الديني:
تقديم رؤية حديثة: يمكن للشباب أن يجلبوا طاقة وإبداعًا جديدًا للخطاب الديني عن طريق تقديم رؤى حديثة وتطبيقات معاصرة للمبادئ الدينية ، ويمتلك الشباب قدرة فريدة على فهم التحديات والمشكلات الحالية والتفاعل مع الثقافات المختلفة.
التواصل بلغة المستهدفين: يساعد الشباب في تحديث الخطاب الديني عندما يكونون قادرين على التواصل بلغة تتناسب مع الجيل الحالي ومشكلاته وتطلعاته ، فالقدرة على التواصل بطريقة واضحة وملهمة تعزز فهم الناس للرسالة الدينية وتربطها بواقعهم.
تطوير التفكير المنفتح: يمكن للشباب أن يساهموا في تجديد الخطاب الديني من خلال تشجيع التفكير المنفتح والنقاش البناء ، يمكنهم تحفيز المجتمع على التحاور حول القضايا المعاصرة وكيفية تطبيق التعاليم الدينية في عالم متغير.
التعامل مع التحديات الاجتماعية: يمكن للشباب أن يلعبوا دورًا هامًا في معالجة التحديات الاجتماعية من خلال الخطاب الديني ، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يساهموا في التحدث عن قضايا العدالة الاجتماعية، حقوق المرأة، التسامح الديني، التصدي للتطرف والعنف،
التكنولوجيا: يمتلك الشباب خبرة واسعة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير في نشر الخطاب الديني وجعله أكثر وصولًا للجماهير ، ومن المهم أن يكون هذا الدور للشباب مدعومًا ومشجعًا من قِبَل الجهة المسؤولة عن هذا القطاع والممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية وكذا (المجالس العلمية والمندوبيات للشؤون الاسلامية التابعة للوزارة المعنية )التي تعمل في المجتمع ، يجب توفير المساحات والفرص للشباب للتعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع القرار بشأن الخطاب الديني وتطويره بطريقة متوازنة ومسؤولة.
تعزيز روح الانفتاح والاحترام المتبادل: يمكن للشباب أن يساعدوا في تحديث الخطاب الديني من خلال تعزيز روح الانفتاح والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة ، ويمكنهم دعم التعايش السلمي وتعزيز التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات .
التركيز على القيم والأخلاق: يمكن للشباب أن يعززوا دور الخطاب الديني في تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية العالمية ، يمكنهم التحدث عن قيم العدل والرحمة والتعاطف والعطاء وتشجيع المجتمع على تطبيق هذه القيم في حياتهم اليومية.
التحفيز على المشاركة المجتمعية: يمكن للشباب أن يحفزوا المجتمع على المشاركة المجتمعية والعمل الخيري والتطوع من خلال الخطاب الديني ، كما يمكنهم دعوة الناس إلى المساهمة في تحسين وتخليق الحياة العامة والمساعدة في حل المشكلات الاجتماعية.
تعزيز الوعي بالقضايا العالمية: يمكن للشباب أن يساعدوا في توجيه الاهتمام نحو القضايا العالمية الملحة مثل التغير المناخي والفقر واللاجئين و ندرة المياه، و يمكنهم دعوة المجتمعات للتعاون في مواجهة هذه التحديات من خلال مبادئ العدالة والتضامن والمشاركة.
التفاعل مع التحولات الاجتماعية: يعيش العالم تحولات اجتماعية وتكنولوجية سريعة، ويمكن للشباب أن يكونوا جسرًا بين التراث الديني والتحولات الحديثة ، كما يمكنهم التحدث عن كيفية التأقلم مع هذه التغيرات بدون التخلي عن قيمهم الروحية والأخلاقية.
فمخرجات هذا البحث ، ينبغي أن يُمَكِّنَ الشباب من أداء هذه الأدوار عن طريق تقديم الدعم والتشجيع من قِبَل القائمين على الشأن الديني والعلماء والمفكرين والمجتمع بأكمله ، ويجب أن يتم سماع آراءهم وتقدير إسهاماتهم، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في تحديث الخطاب الديني بشكل بناء ومسؤول ، فهم المستقبل وقادة المستقبل، وإشراكهم في هذا العمل سيكون له تأثير إيجابي على المجتمعات والأجيال القادمة.