هل ظاهرة التطرف طبيعية ومقبولة أم منبوذة مجتمعيا ؟
عمرو العرباوي / مدير النشر
معنى التطرف لغة واصطلاحاً
لغة:
التطرف في اللغة يأتي من الجذر “طَرَفَ” بمعنى بَعُدَ عن الوسط. والطرف هو الحافة أو الحد البعيد. فالتطرف يعني الميل أو النزوع إلى الأطراف بعيداً عن الوسطية والاعتدال.
اصطلاحاً:
التطرف هو اتخاذ موقف أو سلوك يتجاوز الحدود المعتادة أو المقبولة في التفكير أو الفعل، ويكون متطرفاً في مختلف جوانب الحياة سواء كانت دينية، سياسية، اجتماعية أو أخلاقية.
تحديد مفهوم التطرف من الناحية الدينية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية:
من الناحية الدينية:
التطرف الديني هو التمسك المتشدد بالمعتقدات والممارسات الدينية بحيث يتجاوز الحد الطبيعي أو المقبول، مما قد يؤدي إلى التعصب ورفض الآخر المختلف دينياً أو مذهبياً، ويتجلى هذا التطرف في التفسير الحرفي للنصوص الدينية دون مراعاة السياق التاريخي أو الفقهي، وقد يؤدي إلى العنف باسم الدين، من أمثلة التطرف الديني:
-التكفير:إصدار أحكام بكفر الآخرين بسبب اختلافات في التفسيرات الدينية.
-التشدد في الأحكام:تطبيق الأحكام الدينية بصرامة دون مراعاة الظروف والأعذار.
-العنف باسم الدين:استخدام القوة أو العنف لتطبيق الأفكار الدينية أو لفرضها على الآخرين.
من الناحية الأخلاقية:
التطرف الأخلاقي هو التمسك بقيم ومعايير أخلاقية بنحو متشدد وصارم بحيث يتجاوز المعايير المقبولة مجتمعياً، مما قد يؤدي إلى فرض هذه القيم على الآخرين بقوة، يمكن أن يظهر في صورة رفض الحوار والتسامح مع الآخرين المختلفين أخلاقياً. من أمثلة التطرف الأخلاقي:
-التعصب القيمي:التمسك الصارم بقيم معينة ورفض القيم الأخرى.
-فرض القيم:محاولة فرض القيم الشخصية على الآخرين بالقوة أو بالإكراه.
-النبذ الاجتماعي:استبعاد أو معاقبة الأفراد الذين يخالفون القيم الأخلاقية المتطرفة.
من الناحية السياسية:
التطرف السياسي هو التمسك بمواقف أو أيديولوجيات سياسية بنحو متشدد، مما قد يؤدي إلى رفض الحوار والتعايش مع الأطراف السياسية الأخرى، ويمكن أن يتجلى في صورة تأييد للعنف أو اللجوء إلى وسائل غير ديمقراطية لتحقيق الأهداف السياسية، وغالباً ما يكون مصحوباً بنزعة لرفض التعددية السياسية. من أمثلة التطرف السياسي:
-الاستبداد السياسي:السيطرة المطلقة ورفض أي شكل من أشكال المعارضة.
-الإرهاب السياسي:استخدام العنف أو التهديد بالعنف لتحقيق أهداف سياسية.
-رفض الحوار:عدم القبول بالتفاوض أو التفاهم مع الأطراف السياسية المختلفة.
من الناحية الاجتماعية:
التطرف الاجتماعي هو تبني مواقف أو سلوكيات اجتماعية بنحو متشدد، مما يؤدي إلى رفض الأعراف والتقاليد المجتمعية أو محاولة فرض نمط معين من الحياة على الآخرين، وقد يتجلى في رفض التعايش مع التنوع الثقافي أو العرقي، ومحاولة فرض رؤية معينة على المجتمع بكافة مكوناته، ومن أمثلة التطرف الاجتماعي:
-العنصرية:التمييز ضد الأفراد بناءً على العرق أو اللون أو الأصل.
-التمييز الجنسي :التمييز بين الجنسين ومعاملة أحدهما بشكل غير عادل.
-رفض التنوع الثقافي:رفض قبول أو احترام الثقافات والعادات المختلفة داخل المجتمع.
مخرجات هذا البحث ، يمكن القول أن التطرف هو ظاهرة تتجلى في مختلف جوانب الحياة، تتميز بالابتعاد عن الوسطية والاعتدال، والتشدد في المواقف والأفكار، ورفض التعددية والاختلاف، ويمكن أن يؤدي التطرف إلى العنف والتعصب والتمييز، ويشكل تهديداً للاستقرار الاجتماعي والسياسي والديني والأخلاقي بالمجتمع.