ثقافة و فنون

إعادة ترتيب المجتمع قبل فوات الأوان: المعلم قبل اللاعب والطبيب قبل المغني

رشيد اخراز – جرادة

في زمن طغت فيه الشهرة على القيمة، وأصبح التقدير يُمنح بناءً على عدد المتابعين بدلاً من الأثر الحقيقي في المجتمع، بات من الضروري إعادة ترتيب الأولويات قبل فوات الأوان. يجب أن نعيد النظر في مكانة المعلم، والطبيب، والمهندس، والعالم، ونعيد لهم الاحترام والتقدير الذي يستحقونه، لأنهم حجر الأساس في بناء أي حضارة متقدمة.

المعلم قبل اللاعب: التعليم أساس النهضة

المعلم هو صانع العقول والموجه الأول للأجيال، ومع ذلك، نجد أن المجتمع أحيانًا يضع الرياضيين والمشاهير في مرتبة أعلى من المعلمين، رغم أن تأثير الأخير أكثر استدامة. فبدون معلم كفء، لن يكون هناك أطباء ولا مهندسون ولا حتى رياضيون ناجحون. يجب أن تُوجه الاستثمارات نحو تحسين جودة التعليم، وتوفير رواتب عادلة للمعلمين، وتقدير دورهم بشكل أكبر في وسائل الإعلام.

الطبيب قبل المغني: الصحة قبل الترفيه

لا يمكن إنكار دور الفن في الحياة، لكنه يأتي بعد الضروريات الأساسية، وأهمها الصحة. ومع ذلك، نرى أن بعض المغنين يحصلون على ملايين الدولارات مقابل حفلة واحدة، بينما يكافح الأطباء والممرضون لإنقاذ الأرواح برواتب متواضعة. يجب أن يكون التقدير وفقًا للأهمية الفعلية لكل مهنة، فالصحة هي العمود الفقري للمجتمع، ولا يمكن لمجتمع مريض أن يستمتع حتى بأجمل الألحان.

إعادة التوازن: مسؤولية الجميع

إن إعادة ترتيب المجتمع ليست مسؤولية فرد واحد أو جهة واحدة، بل هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمجتمع بأسره. يجب أن يتم تسليط الضوء على أهمية المهن الأساسية التي تبني المستقبل، وأن يتم ترسيخ ثقافة الاحترام والتقدير الحقيقي للعلم والمعرفة والعمل الجاد.
إن لم نتحرك الآن لإعادة التوازن، سنجد أنفسنا في مجتمع يحتفي بالمظاهر أكثر من الجوهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى