الرباط.. لقاء تشاوري لبحث سبل مساهمة الأطر الصحية من مغاربة العالم في المنظومة الصحية الوطنية
برشيد: م.ع
الرباط – شكل موضوع بحث سبل مساهمة الأطر الصحية من مغاربة العالم في المنظومة الصحية الوطنية محور لقاء تشاوري عقده مجلس الجالية المغربية بالخارج، أمس الاثنين بالرباط.
وذكر المجلس، في بلاغ اليوم الثلاثاء، أن اللقاء التشاوري حول الكفاءات المغربية بالخارج في المجال الصحي، ترأسه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، وذلك بحضور ثلة من الأطباء والأساتذة المغاربة المشتغلين في عدة دول عبر العالم.
وأشار المصدر ذاته إلى أن اللقاء يأتي تماشيا مع الدينامية التي يعرفها ورش المنظومة الصحية بالمغرب بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي سياق مصادقة المجلس الوزاري الأخير على مشروع قانون-إطار الذي تقدم به وزير الصحة والحماية الاجتماعية يتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية.
ودعا السيد بوصوف، في كلمة له بالمناسبة، إلى الاستفادة من تجربة وخبرة الكفاءات الطبية المغربية بالخارج ليس فقط في مجال الممارسة الطبية بل عبر إشراكها أيضا في حكامة وتدبير القطاع الصحي بالمغرب إسوة بباقي التجارب الدولية.
كما أبرز أهمية توفير تحفيزات مالية وضريبية لتشجيع استثمار مغاربة العالم في المجال الصحي؛ منوها بالإرادة الملكية للارتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية وأيضا الالتزام المواطن للكفاءات من مغاربة العالم في المساهمة في هذا الورش الوطني الكبير.
وشدد السيد بوصوف على أهمية القطاع الصحي في استقلالية الدول وهو ما أكته جائحة كورونا، مشيرا إلى التطورات التي يعرفها القطاع الصحي في المغرب الذي يتطلع إلى إنجاح الورش الملكي الكبير المتعلق بتعميم الرعاية الصحية على كافة المواطنين المغاربة.
وأكد على الفرصة التي يتوفر عليها المغرب من خلال الكفاءات الطبية والصحية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تشتغل في دول راكمت تجارب مهمة في المجال، تنضاف إلى رغبة هذه الكفاءات في المساهمة في تطوير القطاع الصحي في الوطن الأم.
من جهة أخرى، توقف السيد بوصوف عند الإغراءات الكثيرة التي تقدم للكفاءات الطبية والمنتمين لمختلف الوظائف المرتبطة بالصحة عموما عبر العالم، والتنافس المحتدم من أجل استقطابها، مبرزا أن هذا اللقاء التشاوري مع الأطر الصحية المغربية بالخارج ، يهدف إلى الاستماع للأطر الصحية المغربية بالخارج من أجل المساهمة في بلورة سياسات عمومية تستجيب لانتظارات المرحلة وتضع الشروط الموضوعية لتمكين الأطر الصحية من مغاربة العالم من الاشتغال في المغرب.
وأوضح أن هذا الاشتغال يمكن أن يتم سواء في القطاع العام أو الخاص، أو المساهمة عبر القوافل الطبية، أو تبادل الخبرات عبر المشاركة في الندوات والتكوينات الأكاديمية، وصولا إلى العودة المؤقتة أو الدائمة للكفاءات الطبية المغربية بالخارج إلى أرض الوطن.
ووفقا للبلاغ، فقد تمحورت النقاشات خلال هذا اللقاء التشاوري، الذي حضره أطباء وأساتذة وفاعلين في المجال الصحي من المغرب وفرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا، حول العقبات التي تواجه عملية عودة الأطباء المغاربة في الخارج للعمل بالمملكة والمتمثلة أساسا في غياب التحفيزات المالية وشروط الاشتغال الموضوعية مقارنة بالإمكانيات التي تتيحها بلدان الاستقبال في سياق التنافس حول استقطاب الأطر الصحية من طرف دول الشمال، ومحدودية التجارب السابقة الساعية إلى استقطاب أطباء من مغاربة العالم بتعويضات هزيلة قد لا تغطي حتى السكن.
وأشار المصدر ذاته الى أن مداخلات المشاركين في هذا اللقاء التشاوري أجمعت على التفاؤل بمضامين القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية، وعلى استعداد الكفاءات الطبية المغربية بالخارج لتقوية مساهمتها في القطاع الصحي الوطني من مختلف المداخل، سواء تلك المتعلقة بالعمل الجمعوي والإنساني أو المساهمة في التكوين ونقل الخبرات، أو المشاركة في لجان العمل في القطاع الصحي وأيضا في الهيئات المشرفة على حكامة القطاع إلى جانب نظرائهم من المغرب.
وقد عرف هذا اللقاء، حسب البلاغ، مشاركة كل من الدكاترة مينة روش (من إسبانيا)، وسميرة فافي كريمر، وعبد الحميد بنعزوز وخالد دجيريري ومحمد الركينة (فرنسا)؛ وعزيز عمار والطيب حمضي (المغرب)، ومحمد أبركان (ألمانيا)، وسمير قدار (بلجيكا)، ومحمد بوتجدير (الولايات المتحدة)، بالإضافة إلى مجموعة من أطر مجلس الجالية المغربية بالخارج.