اخبار وطنية

ثقافة المسؤول لدى المواطن المغربي بين الرجل القدوة والرجل الانتهازي

عمرو العرباوي : مدير الجريدة

قبل الشروع في تناول موضوع ثقافة المسؤول لدى المواطن بين الرجل القدوة والرجل الانتهازي ، لابد من اعطاء تعريف لكلمة مسؤول ، وماذا تعني المسؤولية ؟وماهي شروط المسؤولية ؟ وماذا ينتظر من المسؤول ؟.
بالنسبة لتعريف كلمة مسؤول :فهي تعني عندما يتعلق الامر بالعائلة فنقول مسؤول عن عائلته اي راعيها والساهر على شؤون معيشتها ، وتعني مسؤول من رجال الدولة : المنوط به عمل تقع عليه تبعته ، وتعني مسؤول عندنا يتعلق الامر بالمال : نقول محاسب اي الضابط المالي ،وتبعا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.
والمسؤول هو الشخص الذي يشغل منصبا وظيفة او تفويضا ويشارك في الادارة سواء قطاع عام اوشبه عام او قطاع خاص ، اما بانتخاب او تعيين او اختيار او توظيف .
ماذا تعني المسؤولية ، ان يكون الشخص مسؤولا عن نفسه ، يعني ادراكه بأن النتائج التي يراها في حياته هي نتيجة قراراته واختياراته ،كما تعني تحمل المسؤولية اعتراف الشخص بأخطائه ، والتعلم منها ليتفاداها وعدم تكرارها مستقبلا ،ويكون قادرا على تحديد الاولويات في حياته اليومية ، وادارة وقته بالشكل الصحيح والمطلوب دون تأجيل مهامه لمجرد لا يشعر بالراحة .
فالشخص الذي يتحمل المسؤولية لا يشعر بالخوف من اتخاذ قرارات معينة ، ولكنه يمضي قدما على الرغم من مخاوفه لأن الهدف الذي يسعى له هو ما يحركه ، فلا يخشى الفشل ، على عكس الشخص غير المسؤول الذي يمنعه القلق والخوف من التقدم في حياته المهنية .
فكونك شخصا مسؤولا يتحمل نتائج أفعاله وقراراته ويفعل ما يقوله ، فأنت بهذا تصبح شخصا موثوقا وقدوة ، لأنك تبذل قصارى جهدك للقيام بالشيء الذي تراه صحيحا ، وفي حال أخطأت فإن تحملك لنتائج هذا الخطأ سينعكس ايجابا عليك برفع ثقتك ورضاك عن نفسك نتيجة صدقك مع نفسك ومع الاخرين .
ماذا ينتظر من المسؤول ؟، فالجواب هو كالتالي :
-التوقف عن القاء اللوم على الاخرين في حالة تواجه مشكلة او تحدي ، يجب ان تكون قادرا علي تحمل مسؤولية افعالك مهما كانت ، بل التوقف ، وان تسأل نفسك هل يساعدك لعب دور الضحية وإلقاء اللوم على الاخرين في حل المشكلة التي تواجهها ، والتفكير بالامر والتعرف على خلل المشكلة والبحث عن الاسباب الحقيقية التي كانت وراء حصولها والبدء سلوك الحل الامثل الذي من شأنه ان تبعدك عن الوقوع في الخطأ ثانيةً .
-التزام بوعودك : لا يوجد دليل افضل من تحملك المسؤولية من تنفيذ لأقوالك ، والابتعاد عن الاعذار لتكون طريقك لتحمل المسؤولية صحيحة وكاملة .
-حدد اهدافك وتعمل على تحقيقها : بدون تحديد الاهداف ستشعر بالضياع ، فالاشخاص الذين لا يتحملون المسؤولية يترددون في تحديد اهدافهم خوفا من الفشل ، بالمقابل فإن معرفتك لأهدافك والأمور التي تطمح لها يمكنك من إحداث التغيرات الإيجابية التى ترغب بها ، فأنت المسؤول عن نجاحك وفشلك في مسيرتك المهنية ، الامر الذي سيشعرك بالمزيد والتحكم والسيطرة على حياتك .
فمخرجات هذا البحث المتواضع ، نريد مسؤولين يخافون الله في عباده لا مسؤولين يخيفون العباد ويستبيحون الفساد ، نريد مسؤولين يرفعون صوت الحق ويرافعون من اجل تكريس العدالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، نريد مسؤولين ابوابهم مفتوحة وقلوبهم وعقولهم صاغية لا لاهية ، وهمهم قضاء وخدمة مصالح المواطنين دون تحيز او محسوبية ، نريد مسؤولين بدون مساحيق تجمل صورهم ، نريد مسؤولين حب الوطن اولى لهم من حب مصالحهم الشخصية ….
هناك حكمة تقول : من يجلس على موائد الاثرياء ولا يتذوق موائد الفقراء يفسد ذوقه ويفقد لذة الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى