اخبار وطنية

من يصنع الرأي العام إذا ؟

برشيد: عمرو العرباوي / مدير الجريدة

بالرجوع إلى زمن زعامة شيخ السياسيين المتقاعد أي بعد المصادقة على الوثيقة الدستورية 2011، بعد الانتخابات الجماعية والبرلمانية والتي منحت الفوز للحزب الاسلامي لرئاسة الحكومة لمدة عشر سنوات، تخللها مخاضا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا صعبا بكل المقاييس، حيث سادت فيه سجالات واسعة جدا ووجهت تارةً باللامبالاة ونهج لغة الباب المسدود بحجة عدم وجود الاعتمادات أو كفايتها، وتارة استعمال القوة والتشكيك في وجاهة المطالب وتسييسها أو نسبتها إلى جهات معينة تريد عرقلة المسار الديمقراطي بالبلاد .
وحتى بعد مرحلة شيخ السياسيين المتقاعد ظلت نفس المنهجية تطبع مسار حكومة الاسلاميين لا حوار اجتماعي، لا إقلاع اقتصادي، لا حوار سياسي، بل زاد التضييق على حقوق الانسان وحرية التعبير و…..
كل هذه المعطيات كان لا الوقع في تغيير الواقع السياسي لدى المواطنين والاحساس بخيبة الامل لديهم من الخطاب السياسي والاعلامي لدى الاسلاميين، وبالتالي تم توجيه الرأي العام الوطني بكل سهولة ويسر الى التصويت العقابي ضد حزب الاسلاميين ومنحهم مرتبة متدنية في السلم السياسي المغربي .
يمكن القول ان صناعة الرأي العام الوطني عرضية وغير مؤطرة ويغلب عليها طابع الحدث، لان كل من الاحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني ، لم تصل بعد مرحلة النضج والرشد لتكون لها الاهلية السياسية الكفيلة لتشكيل وفيما بعد تخليق مجتمع سياسي واع بمحيطه وقادر على خلق المبادرة وذا قوة اقتراحية وبعد استراتيجي .
الحقيقة المرة ان الرأي العام الوطني تائه لم يستقر بعد، لم يتأسس بعد، لم يجد طريقه الصحيح بعد، لكون القائمين على توجيهه هم اصلا عرضيين، وحسب القول المأثور فاقد الشيء لا يعطيه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى