اخبار وطنية

موقع بصمة الاصابع كدليل مادي في التحقيق الجنائي

عمرو العرباوي – مدير الجريدة

يشير مصطلح الدليل الجنائي إلى مجموعة من الأدلة والمعلومات التي تستخدم في المحاكمات الجنائية لإثبات الإدانة أو البراءة، وتشمل هذه الأدلة الحيوانية مثل الحمض النووي (DNA) والبصمات والأدلة الإلكترونية مثل الرسائل النصية والبريد الإلكتروني وسجلات المكالمات الهاتفية.

تتم معالجة الدليل الجنائي من خلال عملية تحليل وتقييم الأدلة المتاحة وتحويلها إلى معلومات قابلة للاستخدام في المحاكمات. وتحدد قواعد القانون والإجراءات القانونية المنظمة لجمع الأدلة الجنائية كيفية جمع وتحليل الأدلة واستخدامها في المحاكمات الجنائية.

يعد الدليل الجنائي جزءًا مهمًا من النظام القضائي العادل والمستندات الرئيسية المستخدمة في المحاكمات الجنائية لتحديد إذا كان المتهم مذنبًا أو بريئًا من الجريمة المنسوبة إليه

بعد تحديد مفهوم الدليل الجنائي وبعض مكوناته ، يتبادر الينا اولا : تحديد معنى بصمة الاصابع كدليل جنائي ، ثانيا : دور بصمة الاصابع في التحقيق الجنائي ؟، ثالثا: هل هناك أدلة جنائية أخرى الى جانب بصمة الاصابع تستخدم في التحقيق الجنائي ؟، رابعا: كيف يكون القاضي الجنائي في وجود ادلة جنائية متعددة لادانة المتهم ؟

معنى بصمة الاصابع:

بصمة الأصابع هي النمط الفريد للخطوط والأخاديد والنقاط التي تظهر على سطح الأصابع والأكفّ، وهي تختلف من شخص إلى آخر، ولا يوجد شخصان يمتلكان بصمة أصابع متطابقة تمامًا. وبسبب هذه الفرادة، يستخدم البصمات الأصابع في العديد من التطبيقات الأمنية والقانونية لتحديد هوية الأفراد والتأكد من هويتهم، مثل الجوازات والهويات الشخصية ومستندات السفر وغيرها. كما تستخدم أيضًا في التحقيقات الجنائية للتعرف على المشتبه بهم في الجرائم، حيث يتم جمع بصمات الأصابع من مواقع الجريمة ومقارنتها مع بصمات الأصابع المخزنة في قواعد البيانات لتحديد الجاني أو المشتبه به.

دور بصمة الاصابع في التحقيق ااجنائي:

تعد بصمات الأصابع أحد الأدلة الرئيسية في التحقيقات الجنائية، حيث يستخدمها المحققون لتحديد هوية الأشخاص المتورطين في الجرائم. ويتم ذلك من خلال جمع عينات من بصمات الأصابع ومقارنتها مع العينات المأخوذة من موقع الجريمة.

تتميز بصمات الأصابع بأنها فريدة ومميزة لكل فرد، حيث لا يوجد شخصين لديهم بصمات أصابع متطابقة. وبالتالي، يمكن استخدام بصمات الأصابع كأدلة قوية في التحقيقات الجنائية، حيث يمكن تحديد هوية المشتبه به من خلال مقارنة بصماته مع العينات التي تم جمعها من موقع الجريمة.

ويتم استخدام التقنيات الحديثة في تحليل بصمات الأصابع، مثل التصوير بالأشعة فوق البنفسجية والليزر، والتي تساعد في جمع عينات دقيقة وموثوقة للبصمات. ويتم تحليل هذه العينات باستخدام برامج الكمبيوتر المتخصصة في تحليل البصمات، والتي تساعد في تحديد مدى تطابق العينة المأخوذة من موقع الجريمة مع بصمات الأصابع للمشتبه به.

هناك ادلة جنائية أخرى الى جانب بصمة الاصابع تستخدم في التحقيق الجنائي:

نعم، هناك العديد من الأدلة الأخرى التي يمكن استخدامها في التحقيق الجنائي بجانب بصمات الأصابع، وهذه تتضمن:

1- الأدلة الوراثية: يمكن استخدام عينات الحمض النووي (DNA) لتحديد هوية المشتبه به أو المتهم، والمقارنة بين العينة المأخوذة من مسرح الجريمة والعينة المأخوذة من المشتبه به أو المتهم.

2- الأدلة الكيميائية: يمكن استخدام تحليل المواد الكيميائية للعثور على آثار المواد المخدرة أو السموم في الجسم أو على الملابس أو في مسرح الجريمة.

3- الأدلة البصرية: يمكن استخدام الصور والفيديوهات وتحليل الصور والأشرطة لتحديد هوية المشتبه به أو المتهم أو لتحديد التوقيت أو مكان الحادث.

4- الأدلة الحيوية: يمكن استخدام تحليل البصمات الوراثية (الجينية) وتحليل الأدمة والشعر والأظافر لتحديد هوية المشتبه به أو المتهم.

5- الأدلة العلمية: يمكن استخدام التحليل الكروماتوغرافي لتحديد تركيب المواد الكيميائية والعناصر الموجودة في العينات المأخوذة من مسرح الجريمة.

6- الأدلة الرقمية: يمكن استخدام التحليل الرقمي للحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى للعثور على البيانات المحذوفة أو المخفية أو الشبه محذوفة.

7- الأدلة الشهادية: يمكن الاستماع إلى شهود العيان وتحليل إفاداتهم للوصول إلى الحقائق.

كيف يمكن ان يكون القاضي الجنائي قناعته في وجود ادلة جنائية متعددة لادانة المتهم:

يمكن للقاضي الجنائي أن يصل إلى قناعته بوجود أدلة جنائية متعددة لادانة المتهم عن طريق دراسة وتحليل الأدلة المقدمة له خلال الجلسات القضائية. وعادةً ما تتضمن هذه الأدلة:

1- الأدلة المادية: وتشمل الأدلة المادية جميع العناصر التي يمكن تحليلها من قبل الخبراء المختصين، مثل الحمض النووي، الألياف، الطلاء، الدم، الأعضاء، الإطارات، الأشعة السينية، الصور والفيديوهات، وما إلى ذلك.

2- الأدلة الشهادية: وتشمل شهادات الشهود، المتهمين، الخبراء، والشهادات الصادرة عن مصادر أخرى، مثل الشرطة والمحامين والمحللين والطبيب الشرعي.

3- الأدلة المنطقية: وتستند هذه الأدلة على التحليل العقلاني والمنطقي للحوادث والأدلة الأخرى المتاحة، مثل عدم توفر تفسير منطقي بديل للأحداث.

بعد جمع هذه الأدلة، يتحلل القاضي الجنائي من قبولها أو رفضها، ومن ثم يحللها ويقيمها لتحديد ما إذا كانت كافية لإدانة المتهم. ويستند القاضي الجنائي في تحليله للأدلة على مبادئ القانون والأخلاق والمنطق، ويحاول الحفاظ على نزاهة وعدالة العملية القضائية. وفي حال توافرت الأدلة المتعددة التي تدعم الادعاء الجنائي ضد المتهم، فإن القاضي الجنائي يمكنه أن يصدر حكماً بالإدانة.

فمخرجات هذا البحث ، ان الأدلة الجنائية تشكل أساسًا هامًا في التحقيقات الجنائية، حيث تساعد على تقليل فرصة الجناة للهروب من العقاب وتأكيد جريمتهم ، كما يتم استخدام الأدلة الجنائية لإثبات أو نفي تهمة معينة، وتساعد على تحديد ما إذا كانت الجريمة قد ارتكبت ومن الذي ارتكبها، وتعمل على تحقيق العدالة في المجتمع ومنع الجرائم المستقبلية.

ويعد دور الأدلة الجنائية في تحقيق العدالة كبيرًا، حيث يتم تقييمها وتحليلها بشكل دقيق وعلمي لتأكيد صحة الجريمة وتحديد هوية الجاني. وباستخدام الأدلة الجنائية، يمكن إثبات تورط المتهمين في جرائمهم وإدانتهم، وبالتالي يتم الحد من تهرب الجناة من العقوبة والإفلات من العدالة،

وتعتبر الأدلة الجنائية واحدة من أهم العوامل التي تحقق العدالة وتعزز المجتمع الآمن والمزدهر .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى