اخبار وطنية

هل قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية قرار ارادي ام اعتباطي ؟

برشيد.عمرو العرباوي : مدير الجريدة

ان المتتبع لمجريات الاحداث الاخيرة..

اولها :احتلال المنفذ المروري بالكركرات من طرف شرذمة وبلطجية من مرتزقة البوليساريو ، لمدة اسبوعين ، وهو ما نتج عنه توقف الحركة التجارية نحو السوق الافريقية ، امام مرآى ومسمع بعثة المنورسو والاعلام الدولي ، مما دفع بالمغرب بمراسلة الامين العام للامم المتحدة ولفت انتباه التصرفات الاقانونية والامشروعة لهؤلاء المرتزقة ، بعدها قامت السلطات المغربية بتطهير المنطقة من عناصر التنظيم وارجاع الامور الى سابق عهدها ، مع وضع شريط حدودي امن .

ثانيها: اعتراف الولايات المتحدة الاميركية في عهد رئيسها السابق ترامب بسيادة المغرب على صحرائه ، هذا الاعتراف كان  كالصاعقة على خصوم وحدتنا الترابية ، بحيث تغيرت على اثره قواعد التوازنات السياسية الدولية وميزان القوى ، مما أعطى انطباعا لدى العديد من الاطراف الدولية حقيقة التموقع المغربي كقوة اقليمية واعدة .

ثالثها: اعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة اسرائيل وما رافق هذا الحدث من اعتباره يشكل تهديد للجارة الجزائرحسب بلاغاتها المتكررة .

رابعها : دخول رئيس عصابة البوليساريو الى اسبانيا بجواز سفر مزور من اجل العلاج وما رافقه من ضجة اعلامية واسعة النطاق ، وكذلك ما رافق تواجده من تقديم شكايات من طرف مواطنين اسبان ضحايا العنف والابادة ، وما ترتب على هذا الحدث  من اثار سلبية على مستوى العلاقات السياسية المغربية والدولة الجار الاسبانية والتي لازالت قائمة .

سادسها : الاوضاع السياسية بالجزائر استمرار الثورة السلمية للشارع الجزائري نتيجة تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية واعادة تشكيلة النظام السياسي نفسه ،والذي يحكمه نظام الكابرنات اي العسكر، الاوضاع الاقتصادية، بحيث تعيش الجزائر ازمة اقتصادية خانقة نتيجة استمرار هبوط اسعار النفط ، استفحال الفساد المالي داخل البلاد ، وخير دليل على ذلك المحاكمات المراطونية للعديد من رجال الاعمال ووزراء سابقين محسوبين على النظام السابق لبوتفليقة الرئيس المخلوع ، الاوضاع الاجتماعية والتي ما يمكن القول بشأنها انها قمة الهشاشة والفقر والبطالة ، اما الازمة الصحية فحدث ولا حرج اذ ابانت جائحة كرونا عن ضعف المنظومة الصحية وووو .

سابعها : الحرائق المهولة التي اجتاحت العديد من الولايات لدولة الجزائر  والتي جعلت هذه الاخيرة  تتمادى في اتهام المغرب المتسبب فيها .

كل هذه المعطيات و غيرها من الاحدات أبانت ان دولة الجوار تحاول بشتى الوسائل تصدير ازماتها خارج حدودها لكن المغرب كان دائما ينهج سياسة الهدوء ومتابعة الاحداث بحكمة وتبصر ورزانة بعيدا عن الارتجال السياسي والاندفاع العاطفي ، حيث كان المغرب يمد يده الى الدولة الجار من اجل بناء مغرب عربي متين لكن سيكولوجية نظام الكابرنات تريد اضعاف المغرب عبر خلق كيان وهمي وتصدير ازماتها الداخلية عبر اختلاق اوهام لا اساس لها من الصحة و الواقعية .

فبفظل التماسك المتين والتفاف المغاربة حول العرش والقيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس ، سيبقى المغرب دولة حرة ومستقلة وقوة اقليمية واعدة باعتراف الجميع ، اما قطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب فهو تصرف اعتباطي لا يحكمه المنطق السياسي السليم وفقا للاعراف الدولية ، بل تحكمه الاهواء والهواجس والاطماع والاحقاد الدفينة ، فالمستفيد الوحيد من هذا القرار الاعتباطي هو المغرب ، فعالم السياسة ينبني على اسسين لا صداقة قائمة ولا عداء دائم فلتحيا الشعوب وليسقط النظام الفاسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى