اخبار منوعة

السياسة في الإسلام رعاية شؤون الناس لا رعاية المصالح الشخصية للمنتخبين 

عمرو العرباوي – مدير النشر

فعبارة “السياسة في الإسلام رعاية شؤون الناس لا رعاية المصالح الشخصية للمنتخبين” تشير إلى مبدأ أساسي في الفهم الإسلامي للسياسة، وفي هذا السياق، السياسة تُعرّف على أنها مسؤولية وأمانة تتعلق برعاية مصالح المجتمع وتحقيق العدالة والإنصاف، وليس كأداة لتحقيق مصالح شخصية أو مكاسب فردية.

لتفسير هذه العبارة بشكل واضح وصريح ومفصل يقتضي العمل منا تناولها من عدة مظاهر مختلفة :

  • الأساس الديني والأخلاقي:

– في الإسلام، السياسة ليست مجرد آلية للحكم، بل هي جزء من الدين نفسه، حيث ترتبط بمبادئ العدل والإحسان والحرص على المصلحة العامة، ويُعتبر القائم برعاية شؤون الناس  في الإسلام “خادماً” للشعب، ومكلفًا من الله لتحقيق العدل والرفاهية العامة، وعلى هذا الأساس، يُنظر إلى المسؤولية السياسية كأمانة ثقيلة تتطلب النزاهة والتضحية.

  • التركيز على المصلحة العامة:

– الإسلام يركز على أن الهدف الأساسي من السياسة هو رعاية مصالح الناس جميعًا، بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية أو انتماءاتهم، ولذلك، أي محاولة لاستغلال المنصب السياسي لتحقيق مصالح شخصية تُعد خروجًا عن هذا المفهوم، بل ويُنظر إليها على أنها خيانة للأمانة.

  • المحاسبة والمسؤولية:

– في الفهم الإسلامي، كل راعي مسؤول أمام الله وأمام الناس عن أفعاله ،فالمسؤول الذي يخدم مصالحه الشخصية على حساب مصالح العامة يخالف مبادئ الإسلام، ويستحق المحاسبة سواء في الدنيا أو في الآخرة.

  • الفساد والإفساد:

– عندما يتم استغلال السياسة لتحقيق المصالح الشخصية، يؤدي ذلك إلى تفشي الفساد، وهذا الفساد يضر بالمجتمع ككل، حيث تضعف مؤسسات الدولة، وتتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، الإسلام يرفض هذا النوع من الفساد ويحث على محاربته بكل الوسائل.

  • أهمية الشفافية والنزاهة:

– الإسلام يدعو إلى الشفافية والنزاهة في العمل السياسي، يجب أن يكون المسؤولون السياسيون مثالًا يُحتذى به في النزاهة والعدل، وأن يعملوا بشفافية لخدمة المجتمع، أي تصرف يتعارض مع هذه القيم يُعتبر إساءة للأمانة.

  • التربية السياسية في الإسلام:

– الإسلام يشدد على أهمية التربية الأخلاقية والروحية للمسؤولين، فالشخص الذي يتولى منصبًا قياديًا يجب أن يكون قدوة حسنة في أخلاقه وسلوكه، فالتربية السياسية في الإسلام تبدأ من القيم الأساسية مثل الصدق، الأمانة، والعدل. هذه القيم تضمن أن يظل المسؤولون بعيدين عن الانحراف نحو تحقيق المصالح الشخصية.

  • التشاركية والشورى:

– من المبادئ الأساسية في السياسة الإسلامية مبدأ الشورى، وهو نظام يشبه الديمقراطية الحديثة ولكن مع التركيز على المبادئ الإسلامية، الشورى تتطلب مشاركة المجتمع في صنع القرارات، مما يقلل من احتمالية تغليب المصالح الشخصية، في هذه العملية، يتم سماع أصوات مختلف أفراد المجتمع لضمان أن القرارات المتخذة تصب في مصلحة الجميع.

  • دور المجتمع في مراقبة المسؤولين:

– في الإسلام، المجتمع له دور كبير في مراقبة المسؤولين ومحاسبتهم، الأفراد لديهم الحق والواجب في نقد المسؤولين  إذا كانوا ينحرفون عن مسار الحق والعدالة، هذا الوعي المجتمعي يقلل من فرص استغلال المنصب السياسي للمصالح الشخصية.

  • الجزاء في الدنيا والآخرة:

– الإسلام لا يعترف فقط بالعقوبات الدنيوية للمسؤولين الذين يستغلون مناصبهم، بل يربط ذلك بالجزاء في الآخرة، فالاعتقاد بالجزاء الأخروي يدفع المسؤولين إلى تجنب الفساد والسعي نحو تحقيق المصلحة العامة، لأنهم يعلمون أن هناك حسابًا في الآخرة.

  • العدالة كمعيار أساسي:

– العدالة تعتبر المعيار الأساسي لأي عمل سياسي في الإسلام، فالمسؤول الذي لا يحقق العدالة أو يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة الناس يخرق هذا المبدأ، مما يفسد المجتمع ويهدم القيم الإسلامية التي تُبنى عليها السياسة.

مخرجات هذا الموضوع ، ينبغي أن نجزم بأن عبارة السياسة في الإسلام هي رعاية شؤون الناس تعكس الفهم العميق للسياسة في الإسلام، الذي يُبنى على خدمة المجتمع بأكمله دون تمييز، وضمان تحقيق العدالة والمساواة، الانحراف نحو تحقيق المصالح الشخصية يتناقض مع هذا المبدأ، ويمثل خيانة للأمانة التي يجب أن يحملها كل من يتولى المسؤولية مهما بلغ مركزه ، فالإسلام يقدم نظامًا متكاملاً يضمن أن تبقى السياسة وسيلة لخدمة الناس، وليس ساحة لتحقيق الطموحات الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى