اخبار منوعة
مدينة لم تسلم من احداث الشغب
عمرو العرباوي – مدير النشر
لم تسلم مدينة برشيد من أحداث الشغب التي قام و يقوم بها في العديد من المباربات وكانت اخرها ليلة الجمعة 2024/10/18 مشجعو كرة القدم فرق اجنبية عن المدينة تم السماح لها باللعب بالملعب البلدي للمدينة.
حيث ان احداث الشغب بمدينة برشيد اضحت ظاهرة اجتماعية معقدة تحدث في العديد من المباراة وبشكل ملفت للنظر ، هذه الظاهرة تحدث عادة خلال أو بعد المباريات الرياضية، حيث يتحول المشجعون إلى العنف ويقومون بالإضرار بالممتلكات العامة والخاصة قبل وبعد نهاية المباراة .
فشرح اسباب هذه الظاهرة يقتضي منا معالجتها من عدة جوانب :
أسباب الشغب:
- الحماس الزائد والانفعال العاطفي: مشجعو كرة القدم غالبًا ما يكونون مرتبطين عاطفيًا بأنديتهم المفضلة، ويؤدي ذلك إلى ردود فعل مفرطة عند فوز أو خسارة الفريق، هذا الانفعال العاطفي قد يدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب أعمال شغب تعبيرًا عن مشاعر الغضب أو الفرح.
- التأثير الجماعي: الحشود الكبيرة قد تؤدي إلى شعور الأفراد بأنهم جزء من مجموعة قوية، مما يقلل من الشعور بالمسؤولية الشخصية ويزيد من احتمالية انخراطهم في أعمال عنف أو شغب، في كثير من الأحيان، يتم تضخيم سلوك الفرد عندما يشعر بأنه محمي وسط حشد كبير، فينخرط في سلوكيات لن يقوم بها إذا كان بمفرده.
- التنافس الحاد بين الأندية: الخصومات الرياضية بين الفرق، خاصة عندما يكون هناك تاريخ طويل من المنافسة بينهما، قد تؤدي إلى تأجيج الشغب، في بعض الحالات، يمتد التنافس من الملاعب إلى الشوارع، حيث يشتبك المشجعون فيما بينهم أو مع الشرطة.
- التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية: الشغب يعكس أيضًا قضايا أعمق، مثل الإحباط الاجتماعي أو الاقتصادي، بعض المشجعين قد يستخدمون مباراة كرة القدم كفرصة للتنفيس عن إحباطاتهم العامة، ما يجعل من أحداث الشغب متنفسًا للعنف الذي لا علاقة له باللعبة نفسها.
- استخدام الكحول والمخدرات: تعاطي الكحول والمخدرات بين المشجعين يمكن أن يساهم بشكل كبير في زيادة احتمالية حدوث الشغب، حيث يؤثر على القدرة على التحكم في النفس ويزيد من العدوانية.
أشكال الشغب:
- الإضرار بالممتلكات: يتضمن ذلك تحطيم المركبات، تكسير زجاج المحلات، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية مثل إشارات المرور والمقاعد العامة، في بعض الأحيان، يستهدف المشاغبون ممتلكات الدولة، مثل مراكز الشرطة أو المباني الحكومية.
- الاشتباكات الجسدية: تحدث مشاجرات بين مشجعي الفرق المتنافسة أو بين المشجعين وقوات الأمن، قد تؤدي هذه الاشتباكات إلى إصابات خطيرة أو حتى وفيات.
- إلقاء المقذوفات: إلقاء الحجارة، الزجاجات، أو الألعاب النارية على الآخرين، سواء كانوا مشجعين آخرين أو أفراد الشرطة أو حتى اللاعبين في بعض الأحيان.
- العنف اللفظي: بالإضافة إلى العنف الجسدي، هناك حالات من السباب والتصريحات العنصرية أو الطائفية التي تزيد من حدة التوتر وتؤدي إلى تصعيد الأمور.
آثار الشغب:
- الأضرار الاقتصادية: الشغب يتسبب في تكاليف مادية كبيرة، سواء في إصلاح الأضرار التي لحقت بالممتلكات أو في تكاليف الاستجابة الأمنية، هذا بالإضافة إلى تأثيره السلبي على السياحة والاستثمار، حيث يُنظر إلى المناطق التي تشهد شغبًا بشكل متكرر على أنها غير آمنة.
- الآثار الاجتماعية: تؤدي هذه الأحداث إلى تدهور العلاقات بين مشجعي الفرق المختلفة، وتفاقم التوترات المجتمعية، كما يمكن أن تؤدي إلى تداعيات قانونية بالنسبة للأفراد المتورطين، بما في ذلك السجن أو الغرامات.
- فقدان الثقة في السلطات: في بعض الحالات، يؤدي الشغب إلى فقدان الثقة في قدرة الشرطة والسلطات على الحفاظ على النظام العام، خاصة إذا تم التعامل مع الأحداث بطرق تعتبر مفرطة أو غير عادلة.
الحلول الممكنة للحد من الشغب:
- التوعية الجماهيرية: ينبغي تنظيم حملات توعوية تستهدف المشجعين الشباب بشكل خاص لتثقيفهم حول المخاطر المرتبطة بالشغب وأهمية السلوك الرياضي.
- تعزيز الأمن داخل الملاعب: وجود أعداد كافية من رجال الأمن المدربين على إدارة الحشود يمكن أن يساعد في احتواء أي توتر قبل أن يتحول إلى شغب، يمكن أيضًا استخدام التكنولوجيا، مثل كاميرات المراقبة، لتحديد الأفراد المشاغبين.
- فرض عقوبات صارمة: على المشرع المغربي فرض عقوبات صارمة على المتورطين في أحداث الشغب، بما في ذلك منعهم من دخول الملاعب لفترات طويلة، أو حتى السجن في الحالات الأكثر خطورة.
- توفير أنشطة بديلة: يمكن للسلطات والمنظمات الرياضية أن تقدم أنشطة وفعاليات بديلة لجذب الشباب وتشجيعهم على الانخراط في المجتمع بشكل إيجابي، بعيدًا عن العنف والشغب.
خلاصة القول ، أن احداث شغب كرة القدم باعتبارها مشكلة متعددة الأبعاد تتطلب تعاونًا بين الأندية، المشجعين، السلطات الحكومية، ووسائل الإعلام لتخفيف حدتها والحد من تأثيراتها السلبية على المجتمع.