اخبار منوعة

موقع التزكية السياسية بين الدعم الحزبي والتمثيل الرسمي لخوض معركة الانتخابات:

عمرو العرباوي / مدير الشر

ارتأيت تناول موضوع حساس جدا وينال ثقة القارئ والمتتبع والمتطلع إلى معرفة المزيد من المعلومات المتعلقة بهذا المخلوق البشري المثير للجدل والمسمى بالمرشح، والذي هو أحد أكثر الأمور إثارة للاهتمام حول وجوده ومكانته ودوره في سلم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أنه موجود في كل مناحي حياتنا بكل تأكيد، وأنه اصبح يشكل لنا مصدر ازعاج ونفور لما يصدر عنه من تصرفات وقرارت خارج إطار الشرعية، مما يجعل معه من الصعب تحقيق العدالة المجالية والتنمية الشاملة، انه اضحى يشكل خطرا حقيقيا على المجتمع، ولعل ما نعيشه ونسمعه من متابعات وأحكام قضائية في حق مسؤولين سياسيين، وعزل العديد منهم بسبب الفساد والتزوير في محررات ادارية مختلفة والهدر المالي، وابتزاز المواطن للحصول على وثائق وفق القانون ومن حقه إلى غير ذلك من الحقوق المستحقة والمكتسبة لخير دليل على فضاعة فساد هذه الشريحة من المواطنين.

بعد هذه التوطئة القصيرة نعود إلى تحديد مفهوم التزكية السياسية من عدة جوانب:

– التزكية لغة:
التزكية مشتقة من الجذر اللغوي “زكى”، والذي يعني في الأصل النماء والزيادة والتطهير، ويقال “زكى الشيء” أي نماه وطهره. ومنه “تزكية” تعني تنقية الشيء وتطهيره، وكذلك تزكية الشخص تعني تقديمه على أنه نقي أو صالح.

– التزكية اصطلاحًا:
في الاصطلاح، تأخذ التزكية معاني متعددة حسب السياق، بشكل عام، تعني التزكية الشهادة أو التأييد لشخص ما بأنه صالح أو مستحق لشيء معين، ويمكن أن تعني:

– في السياق الديني: التزكية قد تعني الثناء على الشخص وإثبات صلاحه وتقواه.
– في السياق الاجتماعي: تعني الشهادة بصدق وأمانة الشخص أو صلاحه في مجتمع ما.
– في السياق السياسي: تعني التزكية التأييد الرسمي من جهة معينة (كحزب سياسي) لشخص معين كمرشح لتمثيلها في انتخابات معينة.

باختصار التزكية تحمل معنى الإقرار بصلاحية وأهلية الشخص لشغل منصب أو القيام بمهمة معينة، سواء كان ذلك من ناحية دينية، اجتماعية، أو سياسية.

عندنا ، عندما يحصل المرشح على التزكية من قبل حزبه السياسي، يعني ذلك أن الحزب قد اختاره ليكون ممثله في الانتخابات، السؤال حول ما إذا كان هذا المرشح “يفي بالغرض” المسطر في برنامجه الانتخابي؟ويعتمد على عدة عوامل:

– كفاءة المرشح: هل يمتلك المرشح الخبرة والمعرفة اللازمة لأداء المهام الموكلة إليه بفعالية؟

– توافق المرشح مع احتياجات الدائرة الانتخابية : هل يعكس المرشح تطلعات واحتياجات الناخبين في دائرته الانتخابية؟

– سمعة المرشح: هل يتمتع المرشح بسمعة جيدة ونزاهة تساهم في كسب ثقة الناخبين؟

– أداء الحزب: هل الحزب الذي رشحه له سجل من الإنجازات التي تعزز ثقة الناخبين في المرشح؟

إذا كان المرشح يفي بهذه المعايير، فيمكن القول إنه يفي بالغرض، ومع ذلك، يبقى القرار النهائي للناخبين الذين يصوتون بناءً على مجموعة من المعايير الشخصية والجماعية، مثل الولاءات والمصالح والعطاءات المالية وغيرها من الأطماع التي يتطلع إليها الناخب .
مخرجات هذا المقال، ينبغي على الاحزاب السياسية أن تتحمل المسؤولية الكاملة الاخلاقية والوطنية في اختيار المرشح المناسب والصالح الذي تتوفر فيه الشروط اللازمة مثل المؤهل العلمي والمهني ويتمتع بالثقة والنزاهة والكفاءة والجدية في اتخاذ القرار الصحيح ، إلمامه بكل متطلبات الحياة، جعل كل العمل الجهد في بلوغ التنمية المستدامة والشاملة وفق معايير مشروع النموذج التنموي الجديد ، كل هذه العوامل ينبغي ان تروم نحو تحقيق السلم الاجتماعي والكرامة الانسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى