اخبار منوعة

صعود التفاهة والتافهين في عصرنا بين فساد الذوق وضياع القيم :

برشيد: عمرو العرباوي / مدير الجريدة

ان تشكيل مفهوم التفاهة والتافهين وصعوده في كل الميادين ليس بالجديد ولا بالقديم ، ولكن ظهوره على السطح بالكيفية الحالية واتخاذهم قدوة في حياة الناس واعتلائهم مواقع سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية وفنية وغيره .
لقد اصبحنا نعاني من طرح التافه وفن التافه وسياسة التافه ، لا جودة ولا نقد ولا تفكير لا حيوية بل تسطيح وإستهبال وإستحمار للعقول .
فالمشكلة ليس في هؤلاء التافهين بل في ألوف المتابعين المصيبة أن التافهون في حياة الناس قدوة في حركاتهم وسكناتهم وكلماتهم وملبسهم ، وتتسلل جماهير المتابعين لمعانقة حياتهم الخاصة لتقليدهم ،والادهى من ذلك إكتساحه جل مواقع التواصل الاجتماعي وباقي القنوات السمعية والبصرية مؤشر خطير يندر بفاجعة اخلاقية وضياع قيم الكرامة الانسانية السامية النبيلة ، مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر على هذا التموقع والانتشار الملفت لهذا المشروع الهزيل والزحف المذموم النتن والخالي من كل مقومات النجاح والفلاح وطيب الذكر الحكيم.
بعد هذه التوطئة المختصرة ، لابد من الانتقال أولا :الى التعريف بمفهوم التفاهة ،ثم ثانيا لماذا يعمد الناس الى سلوك التفاهة في حياتهم ؟، وثالثا: ماهي افضل السبل للحد من انتشار التفاهة بين عموم الناس ؟.

معنى التفاهة في حياة الناس :
التفاهة هي مصطلح يستخدم لوصف الأشياء التي تخلو من الأهمية أو القيمة أو الجدوى في الحياة. وبالتالي، فإن التفاهة في حياة الناس تعني الأنشطة أو الأفكار أو الأشخاص الذين لا يلبون حاجاتهم الحقيقية أو يساعدونهم في تحقيق أهدافهم أو يساهمون في إثراء حياتهم بشكل ملموس.

وعلى الرغم من أن بعض الأشياء التي قد تبدو تافهة لبعض الناس قد تكون مهمة بالنسبة للآخرين، إلا أن الأنشطة السطحية والتي لا تساهم بشكل كبير في تحسين حياة الإنسان وتعزيز سعادته ورفاهيته قد تؤدي إلى شعور بالملل والفراغ والعجز عن تحقيق الأهداف المهمة في الحياة. لذلك، فمن المهم أن يحاول الإنسان تجنب الأنشطة التافهة والتركيز على ما هو مهم وقيم في حياته.

لماذا يلجآ بعض الناس الى اعتماد اسلوب التفاهة :

قد يكون الأسلوب الذي تصفه بالتفاهة هو نوع من السلوك الاجتماعي الذي يستخدمه الأفراد لإخفاء أو تخفيف مشاعرهم السلبية أو الضغوط النفسية التي يمرون بها.
ومن الممكن أن يعتمد الأفراد على هذا الأسلوب عندما يشعرون بالقلق أو الخوف أو الضعف أو عدم الثقة بالنفس، ويرون أن هذا الأسلوب يمكن أن يساعدهم على التعامل مع المواقف الصعبة بشكل أفضل.

ومن الممكن أيضًا أن يلجأ الأفراد إلى هذا الأسلوب كوسيلة للتخلص من المشاكل والمسؤوليات التي تثقل عليهم، وبدلاً من مواجهتها بشكل مباشر يتجنبونها باللجوء إلى التفاهة. ويمكن أن يكون هذا الأسلوب غير فعال على المدى الطويل، حيث إنه يؤدي إلى تجاهل المشاكل وعدم التعامل معها بشكل صحيح، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية للفرد.

وبشكل عام، فإن استخدام أسلوب التفاهة قد يكون علامة على وجود مشاعر سلبية أو ضغوط نفسية، ومن المهم بالتالي التعرف على هذه المشاعر والتعامل معها بشكل صحيح من خلال البحث عن الدعم النفسي أو الاستشارة من متخصصين في هذا المجال.

ماهي افضل الحلول للحد من انتشار التفاهة بين عموم الناس :

تعد التفاهة من الأمور الشائعة في عالمنا الحديث، وقد تنتشر بسهولة بسبب سوء استعمال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، هناك بعض الحلول التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار التفاهة بين عموم الناس، وتشمل:

1- تعزيز التعليم والثقافة: من خلال توفير الوعي اللازم للناس حول القضايا الهامة وتعليمهم كيفية التفكير بشكل منطقي ونقدي يمكن الحد من انتشار التفاهة.

2- تحديث وسائل الإعلام: يمكن تحسين جودة المحتوى الإعلامي الذي يصل إلى الناس وتحديثه بشكل دوري لضمان عدم نشر المزيد من المحتوى التافه.

3- دعم المحتوى الجيد: يمكن دعم المحتوى الجيد والمفيد بشكل أكبر، سواء كان ذلك من خلال المشاركة والتعليق على المحتوى أو تحديد المحتوى الجيد ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

4- تشجيع الإبداع والإبتكار: يمكن تشجيع الناس على الإبداع والابتكار في إنتاج المحتوى، مما يساعد على تقديم محتوى جديد ومفيد للجمهور.

5- الاهتمام بالثقافة العامة: يمكن تحسين الثقافة العامة للناس من خلال دعم المؤسسات الثقافية والمكتبات العامة، مما يمكنهم من تعلم المزيد والبحث عن المعلومات المفيدة.

بشكل عام، يمكن الحد من انتشار التفاهة بين الناس من خلال توفير الوعي اللازم، وتحديث وسائل الإعلام، ودعم المحتوى الجيد وتشجيع الإبداع والابتكار بدلا من الاستمرار في المشاهدة او المتابعة لمثل هذه الاشخاص التافهة .
يمكنك ايضا العمل على توجيه الاخرين وتشجيعهم على اتباع نمط حياة اكثر ايجابية وفعالية ، يمكنك مشاركة المعلومات والمصادر التي تجدها مفيدة وتلهم الاخرين لتحقيق النجاح والتطور في حياتهم الخاصة والعملية .
مخرجات هذا البحث ، ينبغي علينا جميعا العمل على انقاد انفسنا وتهذيبها على الذوق الرفيع وتطويعها على فعل الخير والعطاء والتحلي بقيم المحبة والولاء للوطن والتخلي عن كل ما من شأنه العبث بأمننا الاخلاقي والروحي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى