اخبار وطنية

خيار التصعيد داخل المقاولة المغربية بين القبول والامتعاض

برشيد.عمرو العرباوي:مدير الجريدة

الحقيقة المرة ان دق باب المقاولة وما تعيشه من من اكراهات تلو الاخرى في ظل ظروف اقتصادية صعبة ان لم نقل استثنائيًة بكل المقاييس (مخلفات جائحة كرونا والتوترات الدولية الحرب الروسية الاكرانية ارتفاع اسعار المواد الاولية وتأثيرها على الوضع الاقتصادي)، ضعف الانتاجية ، المردودية المشروطة ، الاعطاب المتكررة للاليات واحيانا المتعمدة قد تصل الى حددالتخريب الممنهج ، التماطل في العمل (او ما يسمى لدى عامة الناس سربيس قتل الوقت سرابس الى غير ذلك من المسميات)، اختلاق حوادث شغل في الغالب تكون وهمية ومقصودة من طرف متخصصين في هذا المجال ،كل هذه الأعطال والاعطاب تسير في انهاك المقاولة والتعجيل في وقف عجلة سيرها .
احيانا السكوت عن التمادي في الإضرار بمصالح الغير يولد رغبة الانتقام والاشمئزاز والنفور من التواجه المباشر ، مما يؤدي الى تفاقم الاوضاع ، وبالتالي يصعب التواصل بين الطرفين وتكون النتيجة الحتمية السقوط في الممنوع وهو اللجوء الى العنف والعنف المتبادل والذي لا يسلم من نتائجه الا الطرف الغير المدرك لقواعد الشرعية والقانون .
فهناك خلفية لدى الشغيلة للأسف مغلوطة مائة في مائة وهي الاعتقاد بان سلوك العمل النقابي والذي يعتبر حقا دستوريا لاغبار عليه ،وينبغي للمشغل احترام هذا الحق وكفالته داخل مقاولته بعيدا عن التوجس والحسابات الضيقة والاعتقاد ان العمل النقابي سيحد من سلطاته وعلاقاته التبعية في اطار قواعد قانون الشغل، وفي المقابل لا ينبغي للممثل النقابي ان يعتقد ان تأسيس مكتب نقابي داخل المقاولة يعطيه صلاحيات واسعة وحصانة مطلقة تصبح احيانا تضاهي سلطات صاحب المقاولة في علاقاته بين مستخدميه مما يولد الوهم لدى العامل بعد انخراطه في العمل النقابي انه يبعده عن المسائلة والتبعية لرب العمل وتوجيهاته وتعليماته ، وبالتالي
في الدخول في المواجهة الحتمية .
فالحق النقابي يقابله احترام حرية العمل ، فبدون وجود هذا الاعتقاد والاحترام المتبادل لا يمكن تحقيق السلم الاجتماعي ، فالوعي والالمام بالحقوق والواجبات لدى الطبقة العاملة مطلوب
، بحيث ان الكثير من تأزم العلاقة بين الطبقة العاملة والمقاولة سببها جهل المممثل النقابي بقواعد قانون الشغل ، وان هم هذا الاخير هو الالتفاف حول بعض المركزيات النقابية دون خضوعه للتأطير والتكوين والممارسة النقابية الايجابية المبنية على الحوار العقلاني المثمر والنفس الطويل بعيدا عن الاستعجال وتوخي الحذر وتغليب المصلحة العامة لكلا الطرفين لضمان استمرار واستقرار امن الانتاجية وسلامة المقاولة ، اما وسلوك الضغط والترهيب والتسويف ونهج سياسة سربيس او قتل الوقت والتخريب ، فان مآل هذه الاعمال هو وقف وسد باب التواصل والحوار والنتيجة تعلمونها .
الامل دائما موجود وحاضر لكن بعيدا عن التعنت في المواقف واستحضار حسن النية ، وتحمل المسؤولية بكل مهنية ووعي وتوخي الحذر واستشراف المستقبل لضمان السلم الاجتماعي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى