اخبار وطنية

المواطنة والشرف من شيم الأخلاق

عمرو العرباوي:  مدير الجريدة

قبل الشروع في الحديث عن هذه الصفات الجليلة والمتجدرة في سلوكيات واخلاقيات المجتمع المغربي الآبي ، كان لزاما علينا التعريف اولا :بهذه الصفات ، ثم ثانيا :مدى شيوعها وارتباط ابناء الوطن بمضامينها ومحتواها ، ثالثا :هل المواطن المغربي لازال متشبتا ووفيا لهذه القيم الانسانية السامية ؟
-المواطنة ففي معجم المعاني عربي الجمع : مواطن . والمفرد : الموطن : الوطن . والموطن : اسم مكان من وطن اي كل مكان يقيم به الانسان .
والمواطنة هي الحقوق التي تمنحها الدولة للافراد الذين يحملون جنسيتها ، بالاظافة الى حصولهم على الامتيازات التي توفرها هذه الدولة والاستفادة منها ،ويشمل مفهوم المواطنة العلاقة التي تربط الأفراد فيما بينهم ، وعلاقتهم بالدولة ، وشعورهم بالانتماء والوفاء لها ، والاعتزاز والفخر بها ، والدفاع عنها إن لزم الامر .
الشرف هو صفة تقييم مستوى الفرد في المجتمع ، ومدى ثقة الناس به بناء على افعاله وتصرفاته ، واحيانا نسبه ، وفي تلك الحالة تصف مدى النبل الذي يتمتع به الفرد داخل الاسرة والمجتمع .والشرف في مفهومه الاسلامي له معنى اشمل واوسع ولا يعرف التمييز بين الرجل والمرأة او بين اللون او الجنس ، الشرف في الاسلام من القيم الاخلاقية الانسانية التي تسمو بالفرد والجماعة وترفعهما مرتبة التقدير والاحترام ، وتتجسد في العفة وغض البصر وحفظ الفرج والصدق والكرامة والنزاهة وحفظ الامانة والاخلاص للوطن ووووو.
فبعد التعريف بمكارم هذه المبادئ القيمة ، سنعمل جاهدين الانتقال الى البعد الاخلاقي للمواطن المغربي فيما اذا كان لازال متشبتا ومرتبطًا ووفيا لثقافة الوطن والشرف .
فالبرجوع الى المجتمع المغربي ، قد لا نتفاجئ في وجود ازدواجية في فهم هذه القيم الانسانية (المواطنة والشرف)، بحيث لا بد ان تسري على جميع افراده بصرف النظر عن الجنس او اللون او الطبقة الاجتماعية ، واذا كان مجتمعنا يؤمن بالعفة والمواطنة كقيمة اخلاقية ، فلابد ان تسري القيم على جميع افراد المجتمع بالتساوي ، اما ان تطال جنس دون الاخر ، طبقة دون اخرى ، فهذا يدل على ان هذه القيم ليست اخلاقية ، وانما هي قانون يفرضه النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم، وبالتالي يخفي المجتمع الاسباب الحقيقية وراء هذه القيم ، ويسوق اسبابا دينية وشعارات لافتة وكبيرة ، منها الشرف والمواطنة.
فانتهاك هذه القيم الاخلاقية في السر كما في العلن اتباعا دون سابق انذار اصبحت ثقافة شائعة ، والناس تعودوا انتهاك القيم في السر الى حد اصبح للمواطن حياتان ، حياة علنية يدعى فيها الشرف وحب الوطن ، وحياة سرية يمارس فيها شتى انواع الخيانة والابتزاز والغنى الفاحش واستغلال النفوذ الى غيرها من افعال الفساد والرذيلة ، وتمشي الحياة على هذا المنوال المزدوج في حياة معظم الناس رجالا ونساءا على حد سواء.
يبقى السؤال هل المواطن المغربي لازال وفيا لهذه المبادئ الانسانية السامية ؟
الجواب نعم ، لماذا ؟ بغض النظر عن وجود هذه الازدواجية في حياة المواطن المغربي ، يبقى الوفاء والاخلاص والولاء متجدر في حياة الناس وفي نفوسهم ، رغم صعوبة وضيق افق الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وعدم نضج الوعي السياسي والممارسة السياسية لدى المجتمع بسبب احتكار السياييين للحقل السياسي للحفاظ على حقوق المواقع والمراكز كحق مكتسب حسب اعتقاد خاطئ لديهم.
فمخرجات هذا البحث المتواضع ، ينبغي للمواطن المغربي ان يتصالح  مع الوطن ، ويسلك طريق التنمية المستدامة ، والابتعاد عن التماس العذر، والعمل وفق مبدأ الحكامة الجيدة، وربط المحاسبة بالمسؤولية في اطار دولة الحق والقانون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى