اخبار وطنية

مدينة برشيد تحت المجهر(2):

عمرو العرباوي / مدير النشر

على ما يبدوا فالمجلس المسير لمدينة برشيد لم يتوفق في تدبير الشان المحلي ، ولم تكن له للآسف رؤية مستقبلية واضحة في خلق بيئة صحية ومناخ جديد للاستثمار عبر تهيئة المنطقة الصناعية بشكل افضل وأسرع ومنظم تبعا للقواعد المعمول بها (طرق كل حفر انارة ضعيفة جدا لا وجود للحاويات وعمال النظافة امن غير موجود مراكز صحية لا وجود لها مراكز تجارية لا وجود لها ايضا تسييج مما يجعلها عرضة لقطاع الطرق والسرقات ، حل مشكلة محطة المعالجة التي تعتبر وحدها كارثة بيئية خطيرة حيث تنبعث منها روائح كريهة وقد تم تحرير محاضر معاينات لهذا الشأن وتم مراسلة جميع الجهات المعنية منها المديرية الاقليمية المكتب الوطني الماء والكهرباء بسطات باعتبارها تسير هذه المحطة عن طريق التفويض الممنوح من قبل المجلس الجماعي ولاحياة لمن تنادي ، الى غيرها من الاحتياجات الاساسية)، حتى الاشغال التي تعرفها المنطقة حاليا بطيئة وعشوائية.
لحد الان ليس للمجلس المسير رؤية واضحة ومستعجلة للقطع مع احتلال الملك العمومي فكل فضاءات وشوارع وازقة المدينة محتلة بشكل عشوائي من طرف الباعة الجائلين.
فرغم صرف اموال باهضة لم يتوفق المجلس المسير في افتتاح المدبحة الجديدة مما يفتح الباب امام الذبيحة السرية ،ومما يفتح باب السؤال لماذا مشروع محطة الذبيحة الجديد لم يرى النور بعد ومن وراء هذا التعثر الممنهج؟
شارع محمد الخامس وهو الممر الوحيد للعبور بين جنوب وشمال المدينة حالته لا تسر الناظرين ان لم نقل حالته مهترئة وخطيرة نظرا لكثرة الحفر مما يشكل خطرا على مستعملي الطريق خصوصا عمال واطر ومشغلي المنطقة الصناعية الدين يعانون يوميا بل سنين وعقود .
الحدائق تتعرض للتلف دون تدخل الشرطة الادارية التى ولدت ميتة .
ظاهرة فريدة بالمدينة ، وهي عدم وجود محطة للركاب كباقي المدن ، بحيث اصبحت كل شوارع المدينة محطات للحافلات الطاكسيات الصغيرة والكبيرة .
كذلك انتشار الاسواق العشوائية بالشوارع والازقة ، حتى اماكن العبادة لم تسلم من احتلال ساحاتها من طرف الباعة الجائلين ، ناهيك عن استعمال العديد من الباعة الجائلين مكبر الصوت دون خجل ولا ملل .
لا يمكن سرد كل الاضرار الممنهجة التي تتعرض لها المدينة ، فالمجلس المسير لا يحرك ساكنا ، مع العلم ان العديد من المصالح وكم هائل ممن يعملون تحت إمرته فما محلهم من الاعراب؟
في وقت من الاوقات كان من الواجب منح الفرصة والتريث في اصدار الحكم على عمل وطريقة اشتغال المجلس المسير وتصوراته للمرحلة المقبلة ، وكذا افق تنزيل مشاريع تنموية المعلن عنها في البرامج الانتخابية ، لكن مرور سنتين ، تم استخلاص مايلي:
-ان تركيبة المجلس المسير تركيبة غير متجانسة ، وغير قابلة للحياة ، وغير قادرة على التفاعل والاندماج والتحصيل ،وان اوجه النفور تطغى على الانسجام ، مما يؤكد صعوبة التوافق والاتفاق على اي مشروع تنموي .

فالقيادة لاي مجلس مسير ينبغي ان تتوفر فيها شروط معينة:
-منها قوة النفوذ.
– الخبرة والتمرس .
-الممارسة السياسية الفعلية .
-التقيد بالوعود وبالبرنامج الانتخابي الذي سطرته بارادة واختيار ولو جزئيا .
-التواجد الحقيقي خدمة للصالح العام .
-ألا يكون الريع السياسي غاية .

فمخرجات هذا البحث ، ينبغي القول ان المجلس المسير الحالي لمدينة برشيد ، مجلس ولد ميتا ، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه في اي مشروع تنموي مستقبلا القريب او البعيد ، وانه لن يكتب له الانسجام والتوافق ، مما يعني استمراره بهذه الكيفية فيه ضياع وتعثر وانزلاق نحو الهاوية ، ومن سمات هذا التعثر العجز المالي لسنتين متواليتين .
اعتقد ان الوقت حان للمصارحة والحوار لوضع حد لهذا الفشل الدريع عبر اختبار البديل المعتاد لهذه المرحلة ، هذا ان كانت مصلحة المدينة لها الاولوية ، اما اذا كانت المصلحة الذاتية في المقدمة ، فلا حل الا اللجوء الى اتخاذ قرار شجاع عبر اعادة التركيبة واختيار قائد جديد لمرحلة جديدة للإنقاض المدينة من الخلل المشؤوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى