اخبار وطنية

موقع الخطاب النقابي بين الواقعية والتمويه :

برشيد: عمرو العرباوي / مدير الجريدة

قبل الشروع في طرح اشكالية الخطاب النقابي يتبادر الى الدهن السؤال التالي، هل يوجد خطاب نقابي فعلي ؟.

الجواب على هذا السؤال هو بالنفي،  اي لا يوجد اصلا خطابا نقابيا بالمعنى الحقيقي المتعارف عليه ، كيف ، فالخطاب النقابي يقتضي اعتماده على ثلاثة عناصر اساسية وهي الشفافية والديمقراطية ووحدة الهدف ، بدون هذه المبادئ يبقى الخطاب النقابي عديم الفاعلية والتأثير والنجاعة ، وبالتالي يصبح خطابا سياسيا مرتبط بحسابات وتموقعات وتجاذبات بعيدة كل البعد عن ماهو اجتماعي محض .
الواقع العملي يفضح عدم مصداقية الخطاب النقابي الذي يكيل بمكيالين ، بحيث لا يضع نصب عينه مصلحة الطبقة العاملة بقدر ما يوظفها ادرع وصفوف وارقام تحمي وجوده ومراكزه والزيادة من فائض الريع النقابي المستور ، اما حقوق الطبقة العاملة فهي دائما على طاولة المفاوضات العسيرة التي لا يمكن حلها لانها اصلا غير قابلة للحل من وجهة صاحب القرار ، في حين انها لا تتطلب جهدا مضنيا بل ارادة حقيقية صادقة مواطنة همها الحفاظ على السلم الاجتماعي والامن الوطني والاستقرار النفسي المتذبذب .
فمخرجات هذه المعطيات هي ان نعمل على تشكيل خطاب نقابي عملي يراعي شروط السلامة والسلم الاجتماعي والابتعاد عن اثارة النعرات والتشجيع على تنزيل ثقافة غريبة غير مقبولة اجتماعيا واقتصاديا وهي خطاب العنف والقوة في حين نغيب ثقافة الحوار والتواصل مهما بلغت الصعوبات والاكراهات والابتعاد عن صب الزيت في النار فالوضع لا يحتمل ، وكيف والرب عز جلاله انعم علينا بنعمة العقل والادراك وميزنا عن الانعام وباقي المخلوقات التي تفتقد التمييز .فالمواطنة تتطلب منا سلوك مسلك احتواء المشاكل والعمل على ايجاد حلول سريعة وناجعة متوافق بشأنها وتضع مصلحة الجميع هدف مشروعا بأمانة وصدق وما دلك على الله بعزيز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى