الموسيقى حولنا في كل مكان فما علينا إلا الاستماع
عمرو العرباوي : مدير النشر
هذه المقولة “الموسيقى حولنا في كل مكان، فما علينا إلا الاستماع” تشير إلى فكرة أن الجمال والإيقاع والتناغم موجودة في العالم من حولنا بشكل دائم، حتى في أبسط الأشياء اليومية، فالموسيقى ليست فقط ما نسمعه من الآلات الموسيقية أو الأغاني، بل يمكن أن نجدها في صوت الرياح، خرير الماء، حفيف الأشجار، وأصوات الحياة اليومية التي تصنع إيقاعاً متناغماً بطرق متعددة.
ويمكن تفصيل معنى هذه المقولة على الشكل التالي :
– الموسيقى كظاهرة طبيعية: يمكن اعتبار الموسيقى جزءًا من الطبيعة، إذ تحمل الأصوات الطبيعية في حد ذاتها موسيقى خاصة بها. أصوات الطيور، الموجات التي تضرب الشاطئ، صوت المطر، كلها أمثلة على الموسيقى الطبيعية التي قد لا يدركها البعض بأنها موسيقى، لكنها تعكس انسجامًا طبيعيًا.
– الموسيقى في الأنشطة اليومية: الحياة اليومية مليئة بالإيقاعات. على سبيل المثال، صوت القطار عند مروره على القضبان، أو تكرار صوت خطوات شخص يسير، يمكن أن يُسمع كنوع من الموسيقى إذا ركز الشخص في هذه الأصوات. حتى أصوات حركة المرور، عندما تُسمع من بعيد وبوعي مفتوح، قد تُخلق منها نوع من الإيقاع.
– الموسيقى كحالة ذهنية: هذه المقولة تشير أيضًا إلى أن علينا أن نكون منفتحين وواعين لالتقاط هذه الموسيقى من حولنا. قد تمر علينا كثير من الأصوات دون أن نلاحظها، لأننا مشغولون بأفكارنا. لكن إذا أفسحنا المجال لآذاننا بأن تستمع، سنجد أن العالم مليء بالأصوات الموسيقية.
– توسيع مفهوم الموسيقى: المقولة تدعو إلى توسيع مفهومنا التقليدي للموسيقى. ليست الموسيقى فقط ما ينتج عن الآلات أو المغنين، بل هي موجودة في كل مكان حولنا. الصوت بذاته يمكن أن يكون موسيقى عندما يكون منسجماً، وقد تكون الألحان والأصوات الطبيعية مصدر إلهام للموسيقيين.
– التفاعل مع البيئة: يشير النص أيضًا إلى ضرورة أن نتفاعل مع بيئتنا المحيطة. الاستماع لهذه “الموسيقى” يتطلب مستوى من الانتباه والتقدير لما حولنا. يعني هذا أن ندرك الجمال في الأصوات التي قد نعتبرها عادية أو غير مهمة، ونقدرها كجزء من النسيج الصوتي للعالم.
– التقدير الشخصي: الطريقة التي ندرك بها الموسيقى من حولنا تتأثر بتجاربنا الشخصية وحساسيتنا للأصوات. فقد يختلف إحساس الناس بالموسيقى بناءً على خلفياتهم الثقافية وتجاربهم الحياتية. شخص ما قد يجد سحرًا في أصوات المدينة بينما آخر قد يستمتع بأصوات الطبيعة، وكل شخص يمتلك قدرته الخاصة على اكتشاف الجمال الموسيقي في العالم.
– الأثر النفسي والعاطفي: الاستماع إلى الموسيقى المحيطة يمكن أن يؤثر على حالتنا النفسية والعاطفية. الأصوات الطبيعية يمكن أن تهدئ الأعصاب وتخفف التوتر، بينما الأصوات الحضرية قد تعزز نشاطنا وطاقتنا. إدراكنا للموسيقى في البيئة يمكن أن يساعدنا على التكيف مع مشاعرنا والاستفادة منها لتحقيق التوازن الداخلي.
– الوعي باللحظة الحالية: تعزز المقولة من قيمة الوعي باللحظة الحالية. عندما نكون يقظين للأصوات من حولنا، نحن نعيش اللحظة بشكل كامل ونصبح أكثر اتصالاً بما يحدث حولنا. هذا الوعي يمكن أن يعزز تجربة حياتنا اليومية ويجعلنا نقدر التفاصيل الصغيرة التي قد نغفل عنها.
– الموسيقى كعلاج: في بعض الأحيان، يمكن أن تُستخدم الأصوات المحيطة كمصدر للعلاج، حيث أن بعض الأبحاث تدل على أن الاستماع إلى أصوات الطبيعة يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة العقلية والجسدية. التعرض لهذه الأصوات يمكن أن يقلل من مستويات القلق ويعزز الاسترخاء.
– تقدير التنوع الصوتي: المقولة تبرز أيضاً أهمية تقدير التنوع في الأصوات. كما أن الموسيقى تتنوع في أشكالها وأنماطها، فإن الأصوات التي نسمعها من حولنا تختلف أيضاً من حيث النغمة والإيقاع. هذا التنوع يعكس ثراء العالم من حولنا ويضيف إلى تجربتنا الموسيقية.
مخرجات هذا المقال،يمكن القول أن هذه المقولة تنطوي على دعوة لاكتشاف الجمال الذي يحيط بنا بطريقة أعمق وأشمل. بدلاً من اعتبار الموسيقى شيئًا محدودًا في حدود ما هو تقليدي، يمكننا أن نرى أن العالم مليء بالأصوات التي تشكل موسيقى حياة حقيقية ومستمرة، علينا فقط أن نفتح حواسنا وننغمس في الاستماع.