اخبار منوعة

برنامج الاحزاب السياسية خلال شهر رمضان الكريم “قفة رمضان “

عمرو العرباوي – مدير النشر
توزيع “قفة رمضان” من قبل بعض الأحزاب السياسية في المغرب يُثير جدلاً واسعًا بين أوساط المجتمع المغربي ، بحيث يُعتبره الكثير من الناس سلوكًا اعتباطيًا وغير أخلاقي  خصوصا قرب الموسم الانتخابي 2026 .
ولتفسير هذه الظاهرة بشكل واضح يمكن ملامسة المقاربات التالية لأسباب:
أولا : الاستغلال السياسي للمساعدات الإنسانية: 
تستغل بعض الأحزاب المناسبات الدينية، ومنها شهر رمضان المعظم للتوعية والتأطير السياسي من خلال عبر لتوزيع مساعدات غذائية بهدف كسب تعاطف الناخبين واستمالتهم خلال الفترات الانتخابية، هذا السلوك يُحوِّل العمل الخيري إلى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، مما يُفقده قيمته الإنسانية.
ثانيا : انتهاك كرامة المستفيدين: 
تُوثَّق عمليات توزيع “قفة رمضان” عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى التشهير بالمستفيدين وإحراجهم، هذا التصرف يتعارض مع مبادئ السرية والاحترام في العمل الخيري، حيث يُفترض أن تُحترم كرامة المستفيدين وتُصان خصوصيتهم.
ثالثا : التلاعب بمعاناة الفقراء: 
تُوظَّف هذه المساعدات لأغراض انتخابية، حيث تُسجَّل بيانات المستفيدين لاستغلالها في الحملات الانتخابية المستقبلية، هذا التلاعب بحاجات الفقراء يُعتبر استغلالًا غير أخلاقي لمعاناتهم وظروفهم الصعبة.
رابعا: تشويه صورة العمل الخيري: 
عندما تُقدَّم المساعدات بدوافع سياسية، فإن ذلك يُشوِّه صورة العمل الخيري ويُفقده مصداقيته، العمل الخيري الحقيقي يجب أن يكون نابعًا من الرغبة في مساعدة المحتاجين دون انتظار مقابل أو تحقيق مكاسب شخصية.
خامسا : إضعاف ثقة المواطنين في العملية السياسية: 
مثل هذه الممارسات تُساهم في تعزيز نظرة سلبية تجاه الأحزاب السياسية، حيث يراها المواطنون كجهات تستغل حاجاتهم لتحقيق أهدافها، مما يُضعف الثقة في العملية السياسية برمتها.
مخرجات هذا المقال ، يمكن القول أن الاحزاب السياسية عوض استغلالها رمضان  الكريم نشر ثقافة تخليق وتجويد حياة المواطنين السياسية والاقتصادية والثقافية من خلال طرح برامج هادفة طموحة تروم نحو تحقيق التنمية المستدامة، حيث تطل علينا بنشر ثقافة غير مسبوقة اسمها برنامج  “قفة رمضان” موجهة لأغراض سياسية مما يجعلها تعتبر سلوكًا غير أخلاقي يتنافى مع مبادئ العمل الخيري وقيم المجتمع، ويُعزِّز الفجوة بين المواطنين والأحزاب السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى