عامل إقليم برشيد يطلق دينامية ميدانية غير مسبوقة: مقاربة جديدة في تدبير الشأن المحلي.

برشيد –ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر .
في خطوة تعكس توجهاً جديداً في التعاطي مع الشأن المحلي، باشر المسؤول الأول عن الإدارة الترابية لإقليم برشيد، منذ تعيينه قبل أقل من ثلاثة أسابيع، سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من الجماعات الترابية، مرفوقة بلقاءات مكثفة مع رؤسائها وأعضاء مجالسها، وذلك في إطار مقاربة استباقية للوقوف على المشاريع التنموية القائمة، ورصد الإكراهات التي تعيق تنفيذها.
هذه التحركات، التي لم تمر مرور الكرام على الفاعلين المحليين، تُعد مؤشراً واضحاً على نية المسؤول الترابي الجديد إرساء نمط مغاير في التدبير، قوامه القرب من المواطن، والحضور الميداني، والتنسيق الأفقي مع المنتخبين ومختلف الفاعلين.
من الزيارات البروتوكولية إلى الاستماع العملي:
على عكس ما درجت عليه بعض الممارسات السابقة للمسؤولين التي أتسمت بالحضور الشكلي والتواصل الرسمي، حملت هذه الزيارات في طياتها رسائل متعددة الأبعاد: فإلى جانب الإطلاع على سير المشاريع، حرص العامل على الإنصات المباشر لملاحظات المنتخبين، والانكباب على تفكيك التعقيدات الإدارية والتقنية التي تعترض عدداً من الأوراش التنموية، لا سيما في العالم القروي والمجالات شبه الحضرية.
وبحسب مصادر من داخل المجالس المنتخبة، فقد أبدى العامل “انفتاحاً ملحوظاً” على مقترحاتهم، مع التركيز على ضرورة تجاوز منطق الانتظار والانخراط في العمل الميداني كخيار لا محيد عنه لضمان تنمية حقيقية.
مؤشرات على مقاربة تشاركية جديدة :
الأسلوب الذي اعتمده المسؤول الجديد يوحي بتوجه نحو ترسيخ “الحكامة التشاركية”، التي تضع المنتخب المحلي كشريك في القرار لا مجرد منفذ أو مستجيب لتوجيهات فوقية، ويبدو أن هذا التوجه يجد صداه في التوجيهات العامة للسلطات المركزية، خاصة في ظل التعليمات الملكية السامية المتكررة بخصوص ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع التنموية.
وتبرز أهمية هذه الدينامية بشكل خاص في إقليم برشيد، الذي يُعد من الأقاليم ذات المؤهلات العالية، لكن الذي لا يزال يواجه تحديات بنيوية تتعلق بتفاوت الخدمات، وضعف البنية التحتية في بعض المناطق، وتذبذب أداء المجالس المنتخبة وانعدام القدرة على تصور المستقبل.
ارتسامات أولية وتفاؤل حذر:
ارتفعت نبرة التفاؤل في أوساط عدد من المنتخبين والمواطنين على حد سواء، الذين اعتبروا أن هذه المبادرة تؤشر على بداية عهد جديد في تدبير الشأن المحلي، عنوانه القرب والفعالية وربما حتى الصرامة في تتبع الإنجاز.
ومع ذلك، فإن هذه الارتسامات الإيجابية لا تخلو من حذر، حيث يتساءل البعض ما إذا كانت هذه الدينامية ستُترجم إلى قرارات عملية، أم أنها ستظل في حدود “الخطاب المتحرك”، فالرهان الحقيقي، بحسب عدد من المتابعين، يكمن في الاستمرارية، وتحقيق الأثر على الأرض، وربط المسؤولية بالمحاسبة داخل الإدارات المحلية، وكذا في صفوف المنتخبين.
مخرجات هذا المقال ، يبقى واضحاً أن المسؤول الأول عن الإدارة الترابية بإقليم برشيد اختار أن لا يضيع وقتاً، وأن يُحدث فرقاً منذ الأيام الأولى لتوليه المسؤولية. وبين ترحيب الفاعلين المحليين وتطلع الساكنة إلى حلول ملموسة، يظل الرهان قائماً على تحويل هذه الدينامية إلى سياسة ترابية ممنهجة، تضع تنمية الإقليم في صلب أولوياتها، وتفتح المجال أمام نموذج تدبيري جديدعلى خلاف سابقيه ، قد يكون قابلاً للتكرار في أقاليم وجهات أخرى والله ولي التوفيق والسداد.