اخبار وطنية
بعد نضال طويل اللغة الامازيغية تحتفل برأس السنة الجديدة كعطلة رسمية بالمغرب

عمرو العرباوي – مدير النشر
الاحتفال برأس السنة الأمازيغية لأول مرة كيوم عيد وطني في المغرب يُعتبر تحولاً هاماً على عدة مستويات ثقافية، سياسية، واجتماعية.
لتفسير هذا الخطوة الفريدة والجريئة من نوعها يمكن تنول هذا المعطى من المحاور التالية:
أولا : الاعتراف بالهوية الأمازيغية،
فتثمين التراث الثقافي الأمازيغي يشير إلى أن الأمازيغ يشكلون جزءاً كبيراً من النسيج الاجتماعي المغربي، وثقافتهم تُعتبر مكوناً أصيلاً من الهوية الوطنية، الاعتراف برأس السنة الأمازيغية (إيض إيناير) كعيد وطني يعكس التقدير الرسمي لهذه الثقافة، بحيث أن الدستور المغربي لسنة 2011: أقرّ الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية، مما مهد الطريق لتعزيز مظاهر الهوية الأمازيغية في الفضاء العمومي، ومنها الاحتفال بهذه المناسبة.
ثانيا : أبعاد سياسية ورمزية،
فالخطوة نحو المصالحة الثقافية، يقتضي أن هذا القرار يُعزز الانسجام الوطني ويُعطي إشارات إيجابية لشرائح واسعة من الشعب المغربي التي طالبت بالاعتراف بمناسباتها الثقافية والتاريخية، فتعزيز الوحدة الوطنية يُظهر أن المغرب يتبنى تنوعه الثقافي كقوة وليس كعامل تفرقة، مما يسهم في تعزيز التلاحم الوطني، وبالتالي فالاستجابة لمطالب الحركات الأمازيغية يأتي الاحتفال كرد فعل على نضال الحركات الثقافية الأمازيغية التي طالبت منذ عقود بالاعتراف بهذه المناسبة.
ثالثا : البُعد التاريخي لرأس السنة الأمازيغية
له جذور تاريخية عريقة، كون رأس السنة الأمازيغية يرتبط بالتقويم الفلاحي ويُحتفل به منذ آلاف السنين في شمال إفريقيا، ويُعتقد أنه يُخلد ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شيشنق على الفراعنة وتأسيسه الأسرة الثانية والعشرين في مصر سنة 950 ق.م، تقويم متصل بالطبيعة يعني أن الاحتفال يعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بالطبيعة والفلاحة، مما يجعله مناسباً للاحتفاء به كتراث إنساني جامع.
رابعا: أبعاد اجتماعية واقتصادية
تسير في اتجاه تعزيز السياحة الثقافية، فالاحتفال برأس السنة الأمازيغية يمكن أن يُسهم في تنشيط السياحة الثقافية وجذب الزوار للتعرف على العادات والتقاليد المرتبطة بهذه المناسبة ، وكذلك تسير إحياء التراث الشعبي من خلال الاحتفالات الشعبية والمهرجانات، يتم تعزيز التقاليد المحلية مثل الأطعمة التقليدية، الموسيقى، والرقصات ، كما لا ننسى أيضاً دور التنمية المحلية من حيث تشجيع الأنشطة الثقافية المرتبطة بهذه المناسبة قد يُعزز الاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق ذات الأغلبية الأمازيغية.
خامسا : أبعاد رمزية ودولية
فالمغرب صبح رائداً إقليمياً في الاعتراف برأس السنة الأمازيغية كعيد وطني، مما يعزز مكانته كمثال للتعددية الثقافية ، فالترويج للثقافة الأمازيغية عالمياً يُمكن أن يُشكل الاحتفال فرصة للتعريف بالثقافة الأمازيغية على المستوى الدولي، مما يُسهم في تعزيز قيم الحوار الثقافي المتنوع ببلادنا .
مخرجات هذا المقال ، فترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وفق الوثيقة الدستورية لسنة 2011 وقرار الاعتراف برأس السنة الأمازيغية كعيد وطني في المغرب يُعد خطوة تاريخية وجريئة بكل المقاييس ، تُجسد احترام الهوية الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية ، هذه الخطوة تعزز الوحدة الوطنية، وتثمن التراث الثقافي المغربي المتنوع الناعم في إطار رؤية شمولية تعترف بالتعددية الثقافية والاجتماعية ، مما يجعل المغرب كنموذج للتعايش الثقافي في المنطقة المغاربية .