اخبار منوعة

المغرب مقبل على اجراء عملية الإحصاء العام للسكنى فما هي الدوافع والنتائج المرجوّة؟

عمرو العرباوي – مدير النشر

ارتأيت مناقشة ومشاركة هذا الموضوع مع متتبعي الجريدة من خلال تناول موضوع شائك ، حيث بلادنا مقبلة على اجراء عملية إحصاء عام للساكنة المغربية ، فقلت لماذا لم يتم اعطاء تفسير واضح لهذه العملية من خلال تحديد المفاهيم والمعالم والشروط المحيطة والجهة المسؤولة والنتائج المرجوة.

الإحصاء العام هو عملية منهجية لجمع وتسجيل وتحليل البيانات المتعلقة بموضوع معين، وغالبًا ما يكون عن السكان أو الاقتصاد أو الزراعة أو أي مجال آخر. يُجرى هذا الإحصاء بشكل شامل في إطار زمني معين ، حيث تقوم الحكومة بالإشراف عليه تحت بهدف الحصول على معلومات دقيقة تساعد في اتخاذ القرارات ورسم السياسات العامة،

باعتباره أداة حيوية في تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الخدمات العامة.

في المغرب، يشرف على تنظيم وتنفيذ الإحصاء العام بشكل رئيسي المندوبية السامية للتخطيط ، هذه المؤسسة الحكومية هي المسؤولة عن جمع البيانات الإحصائية وتحليلها وتقديمها لصانعي القرار.

المراحل المختلفة التي تسهر عليها المندوبية السامية للتخطيط تشمل:

التخطيط والتحضير: يشمل تصميم الاستبيانات وتحديد الفئات المستهدفة من السكان، بالإضافة إلى التدريب على كيفية جمع البيانات.
جمع البيانات: يتم عبر مسح شامل يقوم به فريق من الباحثين المدربين، حيث يزورون المنازل أو المؤسسات لجمع البيانات المطلوبة.
تحليل البيانات: بعد جمع البيانات، تبدأ مرحلة تحليلها باستخدام أدوات إحصائية متقدمة لتحويل البيانات الخام إلى معلومات مفيدة.
إصدار التقارير: تتضمن هذه المرحلة إصدار نتائج الإحصاء في تقارير رسمية تُعرض على الحكومة والجهات المعنية.
نشر النتائج: أخيرًا، يتم نشر النتائج للجمهور ولصانعي السياسات من خلال وسائل الإعلام المختلفة والمواقع الرسمية.

المندوبية السامية للتخطيط تلعب دورًا أساسيًا في توفير البيانات الدقيقة التي تُستخدم في رسم السياسات العامة وتوجيه التنمية في المغرب.

الدوافع:

التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة:

– تُعد البيانات الإحصائية أساساً لوضع استراتيجيات التنمية المستدامة على المدى الطويل. فهي تساعد الحكومات على فهم الاحتياجات المتغيرة للسكان، مما يمكنها من تخصيص الموارد بشكل فعال لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

دعم السياسات العامة:

– تُستخدم الإحصاءات في صياغة وتقييم السياسات العامة. على سبيل المثال، يمكن استخدام إحصاءات البطالة لفهم سوق العمل واتخاذ قرارات بشأن برامج التدريب المهني أو تحسين شروط العمل.

التوزيع العادل للموارد والخدمات:

– تتيح البيانات الإحصائية للحكومات توزيع الموارد المالية والخدمات العامة مثل التعليم والصحة بشكل عادل ومنصف بناءً على احتياجات المناطق المختلفة وفئات السكان.

المراقبة والتقييم:

– تمكن الإحصاءات من تقييم فعالية البرامج الحكومية والمبادرات الخاصة. من خلال تحليل البيانات، يمكن تحديد النجاحات والإخفاقات وتحسين الأداء في المستقبل.

التنمية الاجتماعية:

– توفر الإحصاءات معلومات حول مؤشرات مثل الفقر، الأمية، والصحة، مما يساعد على تصميم سياسات اجتماعية تستهدف تحسين ظروف المعيشة للسكان وتعزيز العدالة الاجتماعية.

المقومات:

الدقة والموثوقية:

– تعتمد جودة الإحصاءات على دقة البيانات التي يتم جمعها وموثوقيتها. يتطلب ذلك استخدام منهجيات علمية صارمة في جمع البيانات وتحليلها، إضافة إلى تدريب العاملين في هذا المجال لضمان الالتزام بالمعايير الدولية.

الشمولية:

– يجب أن تشمل الإحصاءات جميع فئات المجتمع وتغطي كافة الجوانب الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية لضمان تقديم صورة شاملة ودقيقة عن المجتمع ككل.

الحيادية والموضوعية:

– يجب أن تُجرى الإحصاءات بعيداً عن التأثيرات السياسية أو الأيديولوجية لضمان موضوعيتها وحياديتها. البيانات الإحصائية يجب أن تكون أساسًا غير متحيز لعملية صنع القرار.

الاستدامة والتكرارية:

– ينبغي أن تُجرى الإحصاءات بشكل دوري ومستمر لضمان توفر بيانات محدثة تعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بمرور الوقت. هذا يتيح للحكومات القدرة على التكيف مع التطورات الجديدة.

التقنية والابتكار:

– توظيف التكنولوجيا الحديثة مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) والبيانات الضخمة (Big Data) يعزز من دقة وسرعة جمع وتحليل البيانات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل المشاركة المجتمعية في عملية جمع البيانات.

التنسيق والتعاون الدولي:

– تتطلب بعض الإحصاءات التعاون مع منظمات دولية ومؤسسات بحثية لضمان تبادل البيانات والمعلومات، مما يعزز من موثوقية النتائج ويساهم في تحقيق المعايير العالمية.

الأهمية الاجتماعية والاقتصادية للإحصاءات:

– توفر الإحصاءات صورة دقيقة عن المجتمع تمكن الحكومات والمؤسسات من فهم التغيرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية. وهذا يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تحسين التخطيط، وكذلك في تحقيق العدالة الاجتماعية عبر استهداف السياسات للفئات الأكثر احتياجًا.

مخرجات هذا المقال، ، تعتبر الإحصاءات أداة حيوية لأي دولة تسعى لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، حيث تسهم في توجيه السياسات وتحسين جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى