لبنان وإسرائيل يتوصلان إلى اتفاق “تاريخي” حول ترسيم الحدود البحرية
برشيد.ر.ع
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الثلاثاء توصل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق “تاريخي” حول ترسيم حدودهما البحرية. وأشار لابيد إلى أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر الأربعاء حول هذا “الاتفاق المبرم” بوساطة أمريكية. وكانت إسرائيل قد عبرت عن رضاها عن المسودة النهائية لهذا الاتفاق، في حين أفاد رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس أبو صعب أن بلاده “حصلت على كامل حقوقها” في المقترح.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الثلاثاء إن إسرائيل ولبنان “توصلا إلى اتفاق تاريخي” بشأن ترسيم حدودهما البحرية، علمًا أن البلدين في حالة حرب نظريًا.
وأضاف لابيد أن “هذا الاتفاق التاريخي سيعزز أمن إسرائيل، ويضخ مليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية”، مشيرًا إلى أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر الأربعاء حول “الاتفاق المبرم” بوساطة أمريكية.
وكان لبنان أعلن في وقت سابق الثلاثاء بأنه “حصل على كامل حقوقه” في المقترح الذي تمّت صياغته بوساطة أمريكية لترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل، وفق ما جاء على لسان نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبو صعب.
وقال أبو صعب المكلّف من رئيس الجمهورية ميشال عون بمتابعة الملف: “اليوم وصلنا لحل يرضي الطرفين. لبنان حصل على كامل حقوقه وأُخذت جميع ملاحظاته بعين الاعتبار”، ما يعزز الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يسهّل عمليات التنقيب عن الموارد في المنطقة الحدودية الغنية بالغاز.
من جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنها “تعتبر الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وأنها تلبي المطالب اللبنانية. وترى الرئاسة أن الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية”. وأضافت أنها “تأمل أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت ممكن”.
وكان أبو صعب أكثر تحديدًا معرباً عن أمله في إبرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول/أكتوبر.
وتتوسط الولايات المتحدة منذ عامين بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى ترسيم حدودهما البحرية وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز.
ويعتبر البلدان عمليا في حالة حرب، واستمرت آخر حرب خاضتها إسرائيل ضد حزب الله في العام 2006، 34 يوما.
وساطة أمريكية
وتتوسط الولايات المتحدة منذ عامين بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى ترسيم حدودهما البحرية وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
وذكرت تقارير صحافية ومسؤولون في إسرائيل أن الاتفاق نص على أن يكون حقل كاريش البحري تحت السيطرة الإسرائيلية على أن يحصل لبنان على حقل قانا.
ولكن أبو صعب قال: “هناك تفاهم بين شركة توتال والإسرائيليين. وحسب الاتفاق يمكن أن تحصل (إسرائيل) على تعويضات من أرباح شركة توتال” وليس من لبنان.
في هذا السياق، وصل لوران فيفييه مدير الاستكشاف والإنتاج في شركة توتال إنيرجي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى لبنان يوم الثلاثاء، وفق وكالة الأنباء الوطنية.
وفي وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تنويع إمداداته من الغاز جراء تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، تعول إسرائيل على حقل كاريش لزيادة شحنات الغاز إلى القارة العجوز.
من جانبه، سيتعين على لبنان الذي يواجه حالة انهيار مالي أن ينتظر، وفق المحللين، سنوات قبل أن يستفيد من ثروت الغازية المحتملة إذ لم تبدأ بعد عملية التنقيب في حقل قانا.
وكان البلدان قد أعربا عن ارتياحهما في مطلع تشرين الأول/أكتوبر لمسودة نص الوسيط الأمريكي أموس هوكستين الذي تم تسريبها إلى الصحافة وتنص على خضوع حقل كاريش بالكامل للسيطرة الإسرائيلية في مقابل منح حقل قانا للبنان، علما أن قسما منه يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين مياه البلدين.